بلا شك الرابح الاول ، هو مصانع ومعامل وشركات الاسلحة الامريكية والغربية ، والتي جهزت أوكرانيا لحد الان بأكثر من مائة مليار دولار من الاسلحة ، دفع ثمنها دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا ، وقد تم تدمير وتلف أكثرها بسبب عدم معرفة استعمالها ، أو اتلافها من قبل روسيا وحتى قبل وصولها أو استعمالها ، أما في مطاراتها او قطاراتها او قواعدها ، وبسبب الفساد الاداري في الجانب الاوكراني الذي يغذي المخابرات الروسية بالمعلومات مقابل المال .

وأغلبكم يتابع الحرب الاعلامية المتزامنة مع الحرب الفعلية الدائرة بين روسيا واوكرانيا وحلفاء كل منهم ، الا انه ربما لم يلاحظ البعض بانه رغم شمول هذه الحرب الاعلامية من الكلام الجارح ، والسب والشتم ، المتبادل بين القادة الذين لهم يد في هذه الحرب في العلن ، الا انهم ، ومن وراء الكواليس ، يتبادلون الزيارات والاجتماعات والاحاديث والتلفونات والتي بعضها ودي جدا .

روسيا ، حققت أهم أهدافها في احتلال اربعة مقاطعات محاذية لاراضيها ، وتعتقد بانها تعود لها وهي ارضها روسية وشعبها يتكلم الروسية ، وتم اغتصابها مع ظروف سقوط الاتحاد السوفياتي ، وان روسيا لا تسعى الى توسيع رقعة الحرب .

ولم يتم ثبات أصحاب نظرية ، هدف الحرب من البداية هو جر روسيا الى مستنقع ، وسيؤدي الى انهيارها ، بل ثبت بان الغرب من دفع ويدفع ثمن عالي وفي جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والطاقة من نفط وغاز .

أصحاب النفوذ ، وتجار الحرب ، ليس في مصلحتهم توسيع الحرب من اقليمية الى عالمية .

وأصحاب النفوذ ، وتجار الحروب ، ليس في مصلحتهم بان يستعمل أحد الطرفين ، أو طرفي النزاع ، السلاح النووي ، لانه لا تبقى مصالح ولا منافع لهم ، مع نهاية نصف العالم ، بحيث أكد الرئيس الفرنسي ، بان العالم الغربي لن يستعمل السلاح النووي ، حتى او روسيا قامت بذلك ، وهو من مكالماته غير المنقطعة مع الرئيس الروسي بوتن ، تأكد من ان روسيا لن تستعمل سلاح نووي .

المفاوضات بين اطراف النزاع وصلت الى طريق مسدود ، وهناك حجر في ذلك الطريق ، ولو تركنا جانبيا ” الحجر ” الحقيقي الذي يسد الطريق ويوقف حجر عثرة في طريق السلام ، فبقى اما الرئيس الروسي ، أو الرئيس الاوكراني .

يقول الرئيس الاوكراني زيلينسكي ، بانه على الغرب ازالة الرئيس الروسي بوتن ، ليتمكن من التباحث مع الرئيس الذي يحل محله ، ناسيا استحالة تنفيذ طلبه ، وبكل تأكيد من السهولة ازالته هو ، وفتح الطريق لمفاوضات تبدأ ولا نهاية لها الى ان ينسى الجيل القادم عنها .

ومنطقيا لا يمكن ازاحة فلاديمير بوتن ، الزعيم الروسي ، القابض عليها مثل القبضة الحديدية لجده الكبير جوزيف ستالين ، وربما أقبض ، فهو الذي خدم المخابرات السوفيتية زمن قمة شيوعيتها واشتراكاتها ، وهو الذي دخل قصر الكرملين بدون موافقة ولا تعيين ، ليعلن نفسه رئيسا لمخابرات روسيا بعد سقوط النظام السابق ، ثم اعلان كونه مدير مكتب الرئاسة ، ويتبعها باستلامه رئاسة الوزراء ، ثم رئاسة الدولة .
ماذا بقى ؟ الاغتيال وهو وارد ولكن بنسبة ضئيلة ضئيلة جدا جدا .

أما إنهاء دور الرئيس الاوكراني الحالي ، ورغم البطولات وعناوينها التي اسبغت عليه ، فليس هناك اسهل منها ، وخاصة بالنسبة لخبرة الغرب في مثل هذه الامور ، وتطلب الامر ذلك ، وسيتم اتهام روسيا في تصفية المقابل ، ولا يهم روسيا ان كان الغرب أو هي وراء الفعل .

وللعلم ، فان التهمة والحكم ضد الرئيس الاوكراني جاهزتان ، بعد ان اعلنت المخابرات الامريكية ، وبدون سابق انذار ، بان اغتيال العالمة الروسية وهي بنت مستشار الرئيس بوتن ، في حادث تفجير سيارتها ، كان عملا تم بتنفيذ الحكومة الاوكرانية وموافقة رئيسها ؟!

هذا ليس موضوع متكامل ، بل واردة وخاطرة للمشاركة ، وربما تفكر فيها بتمعن !

فهل انهاء دور الرئيس الاوكراني زيلينسكي ، سيوقف الحرب ، وتبدأ مرحلة أخرى لهذه الحرب ، وربما تبدأ حرب اقليمية اخرى في مكان آخر ؟

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *