ان معنى اللاعنف ذات فلسفة نضالية اسسها في القرن العشرين الزعيم الهندي الماهاتماغاندي القائمة على مقاومة الظلم والاستعماربالاسلوب السلمى من اجل نيل الحرية والاستقلال .اعتمد النضال السلمي بالاحتجاجات والتظاهرات والعصيان المدني السلمي اساسه التحلي بقوة الصبرعلى تحمل معاناة الصعاب المريرة حتى تحريرالهند من الاستعمارالبريطاني 0 اصبح هذاالمبدئ فلسفة نضالية عالميه بماتحمله من قيم واهداف سامية وانسانية نبيلة تخص حق الشعوب كافة ان تعيش بحرية وكرامة من غيرظلم وجور وحرمان وبسيادة مستقلة من غيراستعمارواحتلال وهيمنة على ثروات وارادات الشعوب . واصبح قوة وسلاح حضاري فعال بيد الجماهيرضد قوى الطغاة والمستعمرين بالايمان والثقة بالنفس والشجاعة لمواجهة قسوة الطغاة باي ثمن كان. .
السؤال هنا ماهو معنى مبدئ االلاعنف في الحكم الاسلامي الذي اعتمد في مواجهة ظلم الاستبداد بكل انواعه ومصادره طبقا للشريعة الاسلامية السمحة جوهرها احترام حرية وكرامة الانسان .
تجلت بوضوح دعوة الشريعة الاسلامية بالاعتمادعلى مبدئ الوسطية في التعامل مع المواقف الصعبة التي يواجههاالمسلم في حياته في السراء والضراء طبقا بالالتزام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكربما انزل في ايات الله البينات في كتابه الكريم (كتاب انزلناه هدى وبشرا للمؤمنين) وبماجاء في السنة النبوية الشريفة.
ان المؤمن يعلم علم اليقين انه لا يصيبه من سؤء الابما كتب له يه بقضاء من الله وقدرمنه فيسلم ويذعن بذالك عما يصيبه من اذى وظلم بروح مؤمنة وصبرمتين وقناعة يبتغي رضاالله تعالى . وبما ينعم عليه من الخير بالشكروالحمد لله جل وعلى .
(وكذلك جعلناكم امة وسطا)
الوسطية في المنهج الاسلامي هوالاعتدال في تقييم الاموروالحكم على الاشياء والوقائع وفي معاملة الاخرين من غيرغلواوشدة اونقصان اوضعف في الفكروالعمل . ان في عالم الحياة الدنيا صراعا مستمرا بين الحق والباطل وبين الخيروالشر تلك هي مشيئة الله العزيزالعليم جعلها جامعة لهذه المضادات والمختلفات والمتباعدات في الغايات والقيم والاهداف .
حياة الدنيا كبحرلايؤتمن ركبها وجوارها فيها منافع ومغريات موفورة بمختلف الانواع والاوصاف تسعد الارواح وتثلج الصدور بالسعادة وتفتح النفوس الى كل ماتشتهي وفيها غدروهيجان وتلاطم امواج وصياح وعويل ودعاء واحزان وغضب وانفعال .لامعين ولاشفيع الاالله الواحدالاحد. هكذاهي حقيقة حياة الدنيا تجتمع فيها كل المفارقات والمتضادات والمتناقضات فتتولد الاختلافات والتنافسات والارهاصات كل يبكي على ليلاه ولكل له شان يعنيه فيها لاجل ديمومة حياته وامنه واستقراره ولكل طريقته ا لخاصة وعقيدته التي يؤمن بها يتخذها منهجا في مسعاه لنيل مراده وطموحه. (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرايره)
تلزم الشريعة الاسلامية المؤمن ان يتمسك باتباع طريق الحق المستقيم وترك الباطل ومايشتبه به وطريق زرع المحبة والمودة المخلصة والالفة الحسنة الطيبة والابتعاد عن كل مايدعواالى الحقد والكراهية والبغضاء لاقامة مجتمع متماسك في وحدته وقوته وامنه واستقراره بين مختلف طوائفه ومذاهبه واعراقه في علاقاتهم واراداتهم وطموحاتهم وفي تقريرمصيرهم ومستقبلهم المشترك (المؤمنون اخوة يشد بعضهم البعض كالبنيان المرصوص). فيكونوا( كالجسد الواحد اذا شنكى منه عضوا تداعا له سائرالجسد بالسهروالحمى ) هذاهوالمعنى الاساسي للتقوى والايمان القائمة على الحق ونبذ الباطل والتعاون علىالمحبة والتسامح ونبذ الكراهية والعداوة والبغضاء (وتعاونواعلى البروالتقوى ولاتعاونواعلى الاثم والعدوان)