بعد تصريح الكابتن عدنان درجال وزير الرياضة السابق : ان (كرة القدم لدينا متخلفة جدا) وشرحَ الاسباب المهنية لهذا (التخلف) في لقاء خاص متلفز .
اقترح على الحكومة الحالية ان تولي الاهتمام لهذا التصريح الخطير ودراسته بشكل تفصيلي والخروج منه بنتائج مثمرة. ونحن بدورنا نسأل كم قَدَمت الحكومات السابقة ل(القدم) واعني ل(كرة القدم) من سخاء مالي ولوجستي وملاعب كثيرة وآخرها مبلغا قدره (45) مليار دينار عدا تخصيصات وزارة الرياضة والسؤال الأهم لماذا حُجب عن (الرأس) اعني (الثقافة) كل شيء تستحقه؟ لو استطلعنا على سبيل المثال في محافظة ميسان لوجدنا ان عشرات (الساحات المُثيلة) لكرة القدم وفي الجانب الآخر نجد التخصيصات (للثقافة مغيبة تماما) ولا أريد أن أتحدث عن اهمية دور اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين والصحفيين وغيرهم كونهم لايمتلكون مكانا يليق بتأريخهم كشريحة مثقفة ولكني سأتحدث عن المؤسسات الثقافية والمهرجانات والمؤتمرات التي امتازت بها مدينة العمارة عن باقي المحافظات كونها حققت نشاطات محلية وعربية وعالمية رفعت اسم (عراق وادي الرافدين) عاليا ومن مالنا الخاص في الوقت الذي خُصصت ملايين الدولارات لتشويه سمعة العراق من خلال (المفخخات والخطف والقتل على الهوية) . لقد احتضنت العمارة (دار القصة العراقية) عام 1999 و أطلق عليها (محج الأدباء العراقيين) و(مهرجان جائزة العنقاء الذهبية الدولي الرحال) عام 2003 الذي اُعتبر أطول مهرجان دولي في العالم و(برلمان الطفل العراقي) عام 2004 رابع تجربة في الوطن العربي و (مهرجان الهّربان السينمائي الدولي المتجول) عام 2009 و (مؤتمر القمة الثقافي العراقي) عام 2011 و (الجمعية العراقية للتسامح واللاعنف) عام 2012 و (مؤتمر القمة الثقافي العربي) عام 2018 و(نادي المثقفين العرب) عام 2021 اضافة على ذلك تاسيس (يوم المثقف العراقي) 25 نوفمبر و(يوم المثقف العربي) 27 ديسمبر من كل عام ، هذه النشاطات كانت وستبقى عنوانا ثقافيا شامخا لاننا رسخنا من خلالها قيم التسامح واللاعنف و نشرنا مفاهيم السلام والمحبة وغرسنا في عقول وقلوب الأطفال والشباب تنمية الانسان وبناء المجتمع والمواطنة وحقوق الطفل وحققنا على صعيد تنمية البيئة ومكافحة التصحر افلاما ومؤتمرات ومعارض وغيرها من الفعاليات التي أشير لها في الصحف العربية والعالمية والمحلية ونفتخر الآن باننا نمتلك كنزا لايقدر بثمن (ارشيف ثقافي وطني) لكل إنجازاتنا الثقافية والإنسانية اتوقع تعجز حتى وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والمؤسسات الثقافية المدعومة ماليا من قبل الدولة ان تقدم نموذجا يماثله بالجمالية والدقة والاخلاص في العمل . وان الحكومات السابقة لو خصصت هذه المليارات للثقافة والعلم والأبحاث لكان حال العراق افضل بكثير مما هو الآن عليه .
واوجه كلمتي إلى السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني ان يمنح من وقته القليل لدعم الثقافة والتعليم وتنمية البيئة ومكافحة التصحر ولنبدأ من محافظة معينة ليرى العراقيون والعالم كم ستكون النتائج مثمرة لان التغيير يبدأ من نقطة معينة يتم التركيز عليها ومن خلالها يتم تعميم التجربة على باقي المحافظات.
{ مؤسس نادي المثقفين العرب