قبيل انطلاق المونديال القطري بنحو ثلاثة اشهر نشرت صحيفة الغارديان البريطانية الواسعة الانتشار مقالا للصحفي الرياضي كريس ايفانز عنونه بتساؤل فحواه كيف تفوز بكاس العالم واعادت صحيفة الشرق الاوسط السعودية نشر المقال ضمن تعاونها مع الملحق الرياضي للصحيفة البريطانية المذكورة حيث نشر المقال على صفحة كاملة يوم الاثنين الموافق الاول من اب (اغسطس) وقد بين ايفانز في سياق مقاله الوصفة الحقيقية الملبية لطموح الراغبين بحمل كاس العالم مشيرا الى شريحة المديرين الفنيين ممن لهم القدرة على امتلاك السر في ابراز قدراتهم من خلال حمل لاعبيهم لكاس العالم او تحقيق اي بطولة اخرى مفيدا بان الامر يتطلب شخصية استثنائية لتحقيق مثل هذا الامر كما ابرز الكاتب الرياضي نماذج من مدراء فنيين يعملون مع انديتهم بشان موائمة رغبتهم بترك تلك الاندية وخوض تجربة جديدة مع منتخبات بلادهم معربا في مثل هذا السياق عن تجربة شخصية مر بها مدرب المنتخب البلجيكي روبرتو مارتينيز الذي سؤل قبل ثلاثة اشهر من تاريخ حصوله على منصب المدير الفني لمنتخب بلاده فكانت اجابته بلا في ذلك الموعد ويواصل كريس ايفانز ابراز سطوة المدراء الفنيين وقدرتهم على ابراز ما يحمله اللاعبين من مستويات حيث ناتي الى مدرب المنتخب الارجنتيني الذي يبدو لاعبا مغمورا لايتمتع بتلك السطوة التي حظي بها مدربو المنتخب الارجنتيني مثل بيلاردو او ماردونا بقدر ما كان هذا الاخير يمثل الالهام الحقيقي لكل لاعبي الارجنتين على مر العصور بدءا من ايام تالقه في ثمانينات القرن المنصرم الا ان هنالك مقطعا فيديويا يظهر مارادونا في احدى مقابلاته حيث يمنح لكل لاعب او مدرب نبذة يسيرة من تقييماته فياتي على ذكر المدرب الحالي ليونيل سكالوني فيقول انه مدرب جيد لكنه لايقدر على تنظيم زحمة سير مقللا من قدرته على تاكيد اشرافه وقيادته على المنتخب الارجنتيني الذي مر في غضون السنوات القليلة السابقة بازمة ثقة تارجحت بين سطوة اللاعبين المميزين ومستويات اللاعبين الشبان ممن لايقدرون مقاومة تلك السطوة تلك التي يتمتع بها اللاعب ليونيل ميسي او دي ماريا وقدرتهم على تحقيق الانسجام فيما بينهم وهي ربما الوصفة السحرية التي حققت من خلالها الارجنتين لقبها الاخير اضافة الى ما حققه المدرب الفرنسي ديديه ديشامب من تميز مع منتخب بلاده حتى تمكن من ايصاله لنسختين من المونديال الى المباراة النهائية فحقق الاولى في روسيا عام 2018 بينما اخفق في الثانية لكن اخفاقه في قطر لم يكن بالمستوى الملفت اذ تمكن من العودة في الدقائق العشر الاخيرة وجارى المنتخب الارجنتيني الذي تمكن في نهاية المطاف من تحقيق كاس العالم بفضل ركلات الترجيح وهي ابعد ما تكون عن فلسفة المدربين ورؤيتهم الفنية بقدر تعلقها بالحظ.

اضافة الى ذلك تبدو تجربة المنتخب المغربي مرهونة بالمدرب وليد الركراكي الذي اعاد بعض اللاعبين الدوليين الى المنتخب بعد ان احاطهم الياس بعد تجربة شخصية سيئة قبل وصول الركراكي لتدريب المنتخب العربي الذي حقق انجازا مهما باحرازه للمركز الرابع بين منتخبات العالم وهذا ما عناه الكاتب الرياضي كريس ايفانز حينما القى بوصفته الخاصة بتحقيق كاس العالم في قبضة المدير الفني مشيرا الى تاثير حضور تلك الشخصيات القوي يبدو مطلبا حقيقيا لقيادة تلك المنتخبات وتحقيق ما تصبو اليه والتاريخ بحسب ابفانز زاخر بالكثير من النماذج ومنها ما يستعين بما حققه اللاعب الالماني القدير بكنباور عندما حل بعد اعتزاله في كرسي التدريب لمنتخب بلاده في عام 1984 خلفا للمدرب بوب ديراول حيث كان اللاعب والمدرب الاول من طراز اللاعبين والمدربين المبتكرين والمبدعين الا ان ابفانز يشخص ما جرى للمنتخب الالماني بمقارنته بين عهديه بعهدة المدرب ديروال وخلفه بكنباور حيث يشير وعلى عهدة اللاعبين الالمان بان الاول كان بمثابة الاب لنا اما بكنباور فكان يكشف كل الخدع التي يمكن ان نتحايل بها عليه مما كان يجعل اللاعبين الالمان في حضرته في قمة التركيز والاحتفاظ بالكثير من الاحترام لشخصه اثناء الحصص التدريبية التي كان يقودها.

 

الأكثر قراءة
الكفاءة والنزاهة والفساد – صلاح الدين الجنابي
القيادة العمياء – صلاح الدين الجنابي
الفساد والأرضة والحرب – صلاح الدين الجنابي
العميد والحارس والمجنون – صلاح الدين الجنابي
البنك المركزي يستجيب لمقترح كسر إرتفاع الدولار
فرقة سومريات في أول ظهور لها على المسرح الوطني
الأردن يحبط محاولة إدخال نحو الف كيلوغرام من المخدرات من العراق
رئيس مركز الخليج للدراسات الايرانية في مصر يتحدث ل( الزمان) عن الاحتجاجات وصلتها بالوضع الاقليمي ومستقبل الحكم

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *