تشهد بعض المدن بين فترة وأخرى غرق احيائها نتيجة هطول الأمطار بكثافة لفترة قصيرة، كما يجري حالياً وسبق حدوثه قبل أيام وسيحدث بعد خمسة أيام كذلك.

هذه ليست فيضانات في الحقيقة، بل هي غرق لاحياء المدن، ليس بسبب كمية المياه بل نتيجة النقص في البنى التحتية، واهمها نظام تصريف مياه الأمطار ونظام تصريف المياه الثقيلة (المجاري).نظريا يجب فصل النظامين لمنع التلوث ومخاطره على الصحة العامة، ولكن في العراق حيث ان الإهتمام ب “الصحة العامة” يدخل في باب الترف، يدمج النظامان لسهولة التنفيذ وتسهيل مهمة الربح السريع للمقاولين من أصحاب الثقة.تكتمل “خلطة” النظامين نتيجة غلق المجاري أما لسوء التنفيذ او بسبب الأنقاض الصلبة والأتربة والنفايات البلاستيكية، التي تتجمع في الشوارع أمام أنظار الزائرين والمسؤولين والسكان، وكما هو الوضع أمام منزلي رغم نداءاتي المتكررة.يتوقع المرء ان تحصل بعض الإختناقات في سرعة التصريف مع شدة التساقط المطري، لأن نظام التصريف مصمم لأسباب اقتصادية على احتمالية معينة لأعلى تساقط مطري وما يولده من تصريف (Qmax). مثلاً نظام تصريف المياه في بغداد يبلغ (20/1) اي واحد في العشرين. أي أعلى تساقط مطري يحتمل حدوثه خلال عشرين عاماً وفق حسابات هيدرولوجية / احصائية.في حال حدوث عاصفة مطرية اكبر من استيعاب المنظومة يحصل غرق في الشوراع سرعان ما يخف مع الوقت. مشكلتنا هي مهما كانت العاصفة المطرية ضعيفة سيحصل غرق بسبب تعطل منظومة الصرف وتهالك محطات الضخ المنصوبة عليها والأنقطاعات الكهربائية. طبعا يمكن ان اكتب كثيراً عن الموضوع ولكن تصبح المادة طويلة والناس ما الها خلق تقراً.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *