بداية إنني

على يقين، لم نبالغ إذا قلنا أن قصة تحويل قضاء حلبجة إلى محافظة من أعجب القصص في تاريخ المحافظات العراقية قديماً وحديثاً،قصة تدعمها الكل وتوصفها الكل وترحم عليها الكل ،والحكومات المتعاقبة ببغداد بعد 2003 تؤكد على تحويلها إلى محافظة وتصدر القرار بشأنها، لكن هيهات…هيهات ما بين أسلفنا الذكر وبين ما يدور على أرض الواقع في حلبجة…حلبجة الإنسانية بكل أطيافها والعراقية بكل ألوانها والكوردستانية بمظلوميتها وتضحيتها الجسيمة الأليمة المفجعة.

السوداني يؤكد

أكد رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني في مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء الموافق لـ3/1/2023 ان “الحكومة جادة في اعتماد قرار التعامل مع حلبجة كمحافظة عراقية لان حلبجة تستحق منا الكثير وواجب علينا دعمها ودعم اهلها الذين ضحوا وقدموا دماء كثيرة، وسنعمل على هذا القرار خلال المرحلة المقبلة”.

بانوراما

في 13 من مارس اذار عام 2014? قررت حكومة إقليم كردستان تحويل مدينة حلبجة من قضاء تابع لمحافظة السليمانية إلى محافظة مستقلة إلى جانب المحافظات الثلاث الأخرى في الإقليم. وبعد ثلاثة أيام فقط من ذلك التاريخ، وبالتزامن مع ذكرى قصفها بالأسلحة الكيمياوية في السادس عشر من مارس اذار عام 1988 صادق برلمان إقليم كردستان على ذلك القرار بالإجماع.

* في كانون الثاني عام2014 قرر مجلس الوزراء العراقي برئاسة السيد نوري كامل المالكي أن تكون حلبجة المحافظة رقم 19 في العراق، و ذلك من خلال مشروع قانون أحيل إلى مجلس النواب العراقي.

*في مارس اذار 2021صوت مجلس النواب العراقي، وبالإجماع، على قرار يلزم الحكومة العراقية، باعتماد حلبجة كمحافظة عراقية جديدة، وذلك تزامنا مع حلول الذكرى الثالثة والثلاثين، لمأساة حلبجة الكيماوية، في 16 مارس العام 1988? على يد النظام السابق.

* في مارس اذار 2022 طالب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، في بيان له، الحكومة الاتحادية في بغداد بتحويل مدينة حلبجة إلى محافظة.

وأضاف رئيس الأقليم: “كواجب والتزام قانوني على الحكومة الإتحادية، بأن تقوم بتعويض عوائل وذوي القتلى والضحايا الذين لا زالوا أحياء وبيئة حلبجة، وتكف عن إهمالهم، وأن تنجز كل خطوات تحويلها إلى محافظة، لتخفف بذلك قليلاً من همومهم”.

خاتمة

نتمنى أن تكون حكومة السيد السوداني جادة في موقفها وأن تحسم قصة تحويل حلبجة إلى محافظة في الواقع وأن تعرف حلبجة بالمحافظة 19 وأن تكون محافظة حلبجة بداية جديدة لتحديث الخارطة الإدارية في العراق وبالأخص نحن نقتريب من ذكرى إبادتها الجماعية في 16/3 القادم.