.. في مستهل شهر شباط من السنة الماضية 2022حدثت مأساة الطفل المغربي (ريان اورام) ذو الخمس سنوات حين كان يلهو قرب البئر المتروكة والغير مسيجة ذلك الفم اللعين الذي ابتلع ريان وابتلع معه نقاء الطفولة وبراءتها فأرق قبا والديه وأدمى قلوب الملايين معهما ممن تابعوا سيناريو تلك المأساة المروعة قبل عام عبر شاشات التلفاز في العالم فاجعة تخشع لها النفوس وترتعد الفرائص فالضحية طفل بعمرالورد ورغم أن القدر محتوم لا مفر منه الاّ أن التقصير واللامبالاة الواضحة في هذا المشهد الدرامي قد فعلت فعلها وكان ماكان من الحزن والحسرة والندم وتلك حادثة (غرق العبارة في الموصل) قبل عامين أو أكثر التي راح ضحيتها العشرات من مختلف الأعمار ستبقى شاهدعيان ودليل على الاستهانة بحياة الانسان ورخص دمه ولو بحثنا في احصائيات وأرقام لحوادث مشابهة نتيجة الاهمال لتبين لنا مدى خطورة الأمر وأهمية اعادة النظر والتفكير في ترسيخ وعي حقيقي في المجتمع .انها ثقافة مجتمع شرقي لا يبالي بالأسباب وينسب كل شيء الى

الأقدار فكم حادثة من هذا النوع قد سبقت موت ريان وكم من أرواح بريئة أزهقت في مواقف مختلفة وأسبابها واحدة هي الاهمال وعدم استشعار المخاطر فهل فكرنا ملياً بما يجب فعله وبما يجب تغييره من ثقافة ومفاهيم ؟؟ هذه دول ومجتمعات متحضرة تحترم الانسان وتشرع القوانين والضوابط التي تدعم هذا التوجه لمسنا ورأينا مؤسساتها وشركاتها المنفذة للمشاريع الكبيرة خارج حدودها كيف أنها تتبع أعلى درجات السلامة وتضع في حسبانها أسوأ الاحتمالات وتصنع المعدات والأنظمة التي تحمي العاملين من المخاطر المحتملة وتنظم الدورات والندوات التوعوية لعامليها اتحقيقاً لهذا الغرض كيف يمكننا حماية الأرواح البريئة ؟؟ للحكومات ومنظمات المجتمع المدني الدور الأساس في وضع برامج توعوية وزرع ثقافة الحذر والتحسب لمسببات الأقدار واستشعار

المخاطر بكل أنواعها وأحجامها ونبذ ثقافة اللامبالاة وعدم الاكتراث لمسائل مهمة تمس حياة الانسان وسلامته وترجمة هذه البرامج الى والجديّة اعلاءً لقيمة الانسان الذي خلقه الله سبحانه وكرّمه في أحسن تقويم ولتكن تلك الاجراءات متداولة في كل مرافق الحياة ومنها قطاع التعليم لتصبح ثقافة لازمة للمجتمع يتوارثها الأجيال ويطزرونها حسب متغيرات الحياة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *