قال الامام علي ( عليه السلام )
الدنيا دار .. فناء ، غرور ، امتحان
وقال : أحذركم الدنيا فانها منزل قلعة ، وليست بدار نجعة ، قد تزينت بغرورها، وغرت بزينتها. دارها هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرها.. وحياتها بموتها، وحلوها بمرها، لم يصفها اللّه تعالى لأوليائه، ولم يضن بها على أعدائه. خيرها زهيد وشرها عتيد وجمعها ينفد، وملكها يسلب، وعامرها يخرب.. النفس تبكي على الدنيا وقدعلمت أن السعادة فيها ترك ما فيـهـا
والنفس تعلم أني لا أصادقهـا ولست أرشد الا حين أعصيهـا
لقد قرأنا الكثير عن منزلة الجهاد بالحروب ، لكن تبين لنا فيما بعد أن هناك جهاد أعظم من ذلك ،هو جهاد النفس والهوى وهذ ا النوع أصعب أنواع الجهاد لأنه يلازم الأنسان منذ ولادته حتى مغادرته الحياة الدنيا .
أن جهادنا الحقيقي يعني قدرتنا على نقاوة قلوبنا وطهارتها من كل دنس كي تكون صالحة للحياة بكل معانيها الأنسانية ، ومهما يمر بالانسان من انكسارات وهزائم وعثرات عليه أن يتحلى بالصبر لأن الدنيا ورقة وفيها سطور مكتوبة وكل صفحه منها تطوى بعد ان تنتهي وتفتح صفحة جديدة وهكذا .. والعمر مشوار .
ولكي نبقي قلوبنا ناصعة لونها كلون اللبن ، نقية طاهرة زكية ،علينا أن لانغير في طباعنا ولانحرف سلوكنا حتى لانفقد بوصلة أنسانيتنا ، ونطمئن ونتيقن تماما أن لهذه الحياة مدبر والخيرة لما يختارها، ولا نيأس من لطفه ورحمته ، وقد ذكر في كتابه العزيز عدة آيات تناولت الصبر والبلاء ، فعلينا أن لانفقد صبرنا أن ضاق بنا الحال ، لأن العطاء الجميل يأتي دائما بعد صبر جميل .
وقد سأل الأمام الشافعي رضوان الله عليه ، أي الأحوال أحب الى الله العطاء أم البلاء ؟ فقال : ماجاء العطاء الا بعد البلاء فاصبر على البلاء تبشر بالعطاء .وطالما أن الدنيا أمرها بيد الله وليس بايدينا فعلينا أن لانحزن لأن أمر الله كله خير ، ونرضى بقضاءه وقدره ونقل دائما الحمد لله . ونعمرهذه القنطرة لكي نؤمن عبــــورنا قبل فوات الآوان .
وعلينا أن نقترب من الله تبارك وتعالى ونرضى بالضراء والسراء ونكن معه في كل احوالنا ، نستعن به ونتوكل عليه فهو لنا نعم المولى ونعم الوكيل .