في الشارع الرئيسي للكرادة داخل تشتغل امانة بغداد لتوسيع الأرصفة وهندمة شكلها بالوان الطابوق وغيرها من المواد التي تبرز شكل الشارع والرصيف حتى يتمكن المارون من الاستمتاع بالسير عليها ، وهو عمل جيد كان المواطنون يحتاجون اليه منذ زمن .
ويبدو بأن هذا العمل يأتي جزء من حملة الاعمار والتطوير والمعالجات التي تحتاجها مدن واحياء بغداد التي غاب عنها الجهد الخدمي والتطويري منذ زمن طويل ، ولقد شهدت هذه الحملات التي يغلب عليها طابع الإصرار ولمسات المهندسين والمختصين مما يجعلها أن تخرج بصورة تفرح الجميع .
لقد ساندنا باستمرار أي جهد خدمي تقوم به أجهزة امانة بغداد ، ولكن ما يجعلنا وجميع المواطنين عموما وأبناء الكرادة على وجه الخصوص سيما أولئك الذين عايشوا الاحياء والأشجار والازقة القديمة أن يقوم الجهد المعني بتوسيع الأرصفة بإعدام الأشجار التي مضى على وجودها ( 50و 60 عاما ) بل اكثر ، وهي أطول عمراً من العاملين بهذه الأرصفة ومن كان بينهم من أبناء بغداد فهي تلتقي بعمرها مع عمر الأجداد والجدات ، وعملية اعدامها بالمنشار الكهربائي كأن الفاعل يعدم تاريخ الكرادة وأهلها المعمرين.
زرنا بلدان عدة لم نجد قيام المسؤولين عن توسيع الشوارع والساحات يعدمون الأشجار بل يحيطونا بالاسلاك أو بالطابوق للحفاظ عليها ، وكان احد العراقيين من بيت الوتار يشتري البيوت القديمة في فنلندا ويعيد تطويرها وخلال العمل بالشفل جرح احد الأشجار فرأته امراة عجوز واخبرت البلديات وجاءت سيارة الشرطة مع موظف البلدية بالمنطقة وقاسوا جرح الشجرة وتأثيره على حياتها وقيمة الادوية التي تصرف عليها ، وتم تغريمه بـ 300 يورو وانذاره ، نقول ذلك بغية التأكيد بأن للاشجار قيمتها وخاصة المعمرة منها ، فكيف نحن نعدم اشجارنا المعمرة والبلد بحاجة لكل شجرة في مواجهة التصحر ، هذا الامر نطرحه أمام السادة مسؤولي امانة بغداد ودوائرها مع الاحترام.