عذرا من القائل ، الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ومن منطق العقل البيضة من الدجاجة كما خلق الانسان ومنه توالت الاجيال كما الشعب مصنع الحكومات ولكن الكل تضع مسؤلية الفساد وسؤ الادارة على الحكومات ومن ولد في الاربعينيات فما فوق وبقي في الحياة شاهد العصر على ادارة هذه الدولة والانقلابات العسكرية الدموية المتتالية فيها بهدف الاصلاح وكل حكومة جديدة لعنت وخونت سابقتها وأزالت المنتمين اليها من السلطة ، وأشتدت الاوضاع السياسية وادارة السلطة من سيء الى اسوأ ، وبعد عام 2005 اصبح تشكيل الحكومات وفق الانتخابات متماثلا بالديمقراطية في عصر لا تزال شغف الشهرة والثراء والتسلط راسخة التوارث في عقول افراد المجتمع ولذلك لم تكن هذه الحكومات ايضا إلا تغييرا للوجوه عن حكومات عهود الانقلابات في تفشي الفساد في جميع مفاصل الدولة .
تُتهم الحكومات بالفساد وسؤ ادارة البلاد في حين افراد جميعها من القمة الى الادنى هم من صلب المجتمع وبالرغم من التغييرات الحاصلة في ازالة حكومات واحداث اخريات محلها بكامل افرادها لم يحصل أي تغيير نحو الإصلاح في البلاد من الامن والاستقرار والعيش الرغيد للمواطن والسيادة للدولة ، إذن كشعب يجب ان نصلح وننزه انفسنا قبل ان نتهم آباءنا وإخواننا وأبناءنا بالفساد في إدارة الحكومة لان العلة فينا وإلا لظهرت ولو في حكومة واحدة قيادة رشيدة غيرت مفاهيم السلطة الى قاعدتها الصحيحة في خدمة الشعب .
متى ما كل فرد من الشعب يحافظ على المال العام اكثر من ماله وعلى نظافة الشوارع والساحات العامة كغرفة استقبال بيته واحترام القوانين والانظمة كجزأ من مقدساته ويحصل المريض على المعالجة الطبية والادوية الاهلية بثمن يرضي الضمير ويغني دولته بالعملة الصعبة ولا يهربها لتجويع شعبها واثراء نفسه ، تلقائيا لاُخليت الحكومات من الفساد لانها من الشعب والشعب مصدرها ومتى يكون المصدر مؤهلا لاصبح الناتج نقاءا وصفاءا وينعم المجتمع بالخير والسعادة وإلا يستمر هذا الوضع الى مالانهاية .