أهالي أقليم كوردستان العراق شعورا بمحن أشقاءهم بسوريا وتركيا وبعد فترة قصيرة من الزلزال المدمر الذي حدث في كل من تركيا وسوريا ، بدأوا بجمع التبرعات والمعونات الضرورية لهم، ويجب أن نذكرهنا أن أهالي الأقليم يعانون من معاناة كثيرة،ولكن معاناتهم الكثيرة لاتمنعهم من تقديم يد العون والمساعدة لمتضرري الزلزال في كل من تركيا وسوريا، ما يجمع لهؤلاء المنكوبين في أقليم كوردستان العراق جزء من الإستنفار الذي هبّ لمساعدة منكوبي الزلزال المدمر في البلدين الشقيقين على مستوى العالم.
الدرس الوحيد الذي ينبغي أن نتعلمه هنا هو: نحن البشر إنسانيتنا تطلب منا أن لا يؤثر أي معيار آخر على الرابطة الإنسانية الأخوية التي وضع الله بيننا بإختلاف ألسنتنا وأعراقنا وألواننا وتفكيرنا، السبب بسيط جدا وهو أن الله خلقنا وجعلنا قبائل وشعوب من أجل التعارف والتحاور لا التحارب والتفرقة.( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، الحجرات:13.
محن أكثر من 23 مليون إنسان في تركيا و سوريا محني أنا أيضاً، أنا الكورد وأنا العرب وأنا التركمان في العراق و كل ال” أنا”في أية بقعة على وجه المعمورة.
على النخب المختلفة والسياسين على وجه أخص أن تصل إليهم الرسالة وعليهم من الآن فصاعدا على الأقل أن يراجعوا تفكيرهم وأن تكون رؤواهم إنسانية أخوية واسعة عابرة للهويات الفرعية لا أن تكون طائفية قومية ضيقة وفي النهاية تخدم المحن الإنسانية، لأن المحن واحدة مهما كانت مصادرها مختلفة ومتعددة.