كان اول عهدي بنجوم المسلسلات التلفزيونية مع تفيدة وأبو المكارم في مسلسل الساقية !! ثم توالت الأعمال التلفزيونية بغزارة وصرنا نشاهد ونتابع اعمالا تلفزيونية ليس لها علاقة بتراثنا المجتمعي ، فكانت حافات المياه وبطلها المغوار لينغ شونغ ثم جائت گوادا لوپي المكسيكية التي سجلت رقما قياسيا في عدد حلقاتها والتي منحت المشاهد فرصة نادرة لم تكن تتوفر في عازف الليل لعبد المجيد مجذوب مثلا وذلك من خلال إمكانية مشاهدة اي حلقة من گوادا لوپي وفهم ما قد جرى دون الحاجة لمشاهدة الحلقات السابقة !!
تناقص شغفي بالمسلسلات التلفزيونية مع الزمن وحين بدأت موجة المسلسلات التركية التي فاقت الأعمال المكسيكية والمصرية والسورية من حيث عدد الحلقات وجمال الممثلات والممثلين لم تنجح في الاستقرار في ذاكرتي على الرغم من اني ما زلت اتذكر لميس ومهند لكني لم أستطع متابعة عمل من هذه الاعمال مثلما كنت اتابع الساقية او تحت موس الحلاق !!
مازلت أحتفظ في ذاكرتي وجه تفيدة الذي مثلته زيزي مصطفى ولست انسى كيف ابدع صلاح السعدني في دور الاخرس ابو المكارم ، والست قمر والعمدة وشيخ الغفر وكل من جسد شخصية في ذلك العمل ..
لست قادرا على إيجاد سبب محدد جعل أجيالًا عديدة منا تحتفظ في ذاكرتها بمقطع لحجي راضي وهو يقرأ رسالة غاتم !! او مقاطع لخليل شوقي وجعفر السعدي في النسر وعيون المدينة وليس من باب استعراض كل هذه الشخصيات لكن مشهد زينب وناهدة الرماح وهما يتناولان شربت الانكليز في النخلة والجيران لا يمكن ان يغيب عن الذاكرة !!!
موهبة الممثلين وقدرتهم على اداء أدوار مختلفة بشكل طبيعي وتلقائي غير مصطنع هي التي جعلت ذاكرتنا تختزن صورهم وكلماتهم ..
كل انسان له دور في مسرح الحياة ومهما كان ضئيلا هذا الدور فأن هناك من سيحتفظ في ذاكرته بصورة او ذكرى تجعله نجما في عين احد ما ..
حين تطأ قدماك مسرح الحياة إحرص على ان تكون نفسك دائما !!