يعكس احتضان بغداد للموتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي للمدة من 23 – 26 شباط ، حرص مجلس النواب على ايلاء الدبلوماسية البرلمانية مكانة خاصة ، لما تحمله من أهمية كبرى في دعم جهود العراق ونهجه الخارجي واظهار الرغبة بعودة البلد لممارسة دوره المحوري في المنطقة ، لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة .
وبات تفعيل الدبلـــوماسية البرلمانية من ضمن الاولويات التي يحرص على تحقيقها رئيس البرلمان محمد الحلبوس ، الذي نشط خلال الاسابيع الاخيرة بالقيام بزيـــــارتين الى الجزائر، ركزت على ضرورة توسيع فرص التعاون مع كافة الدول في سياق التنســــــــيق بالمجال التشريعي وتوطيد اواصر العلاقات مع البرلمانات النظيرة ، اضـــــافة الى توحيد المواقف البرلمانية للعرب تجاه القضايا المهمة ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والملف السوري وملفات سياسية واقتصادية وامنية مهمة ، وسيكون له الاولوية في قمة بغداد البرلمانية العربية .
من خلال مشاركة البرلمان في النشاطات الدولية المتنوعة ومنها تنظيم قمة الاتحاد البرلماني العربي في بغداد ، بان الدبلوماسية البرلمانية يمكن لها ان تسير بخط مواز للدبلوماسية التقليدية وربما قد تتجاوزها في بعض الاحيان ، عبر ما يتاح لها من فرص وادوار اكثر سعة ومرونة لتحقيق توجهات السياسة الخارجية للعراق ، وخياراته بضبط وتحديد ملامح اندماج العراق سواء في محيطه العربي او في المنظومة الاقليمية والدولية .
ويملك البرلمان في ظل الزعامة الشابة وتصدرها لقيادة العمل النيابي العربي ، قدرة كبيرة على تاسيس قاعدة علاقات وشبكة تواصل يمكن من خلالها الانطلاق نخو فضاء اوسع لمد جسور التعاون مع برلمانات دولية ، لغرض تغيير الصورة الذهنية والنمطية التي ترسخت تجاه العرب والمسلمين والحد من تاثير الاسلاموفوبيا الى جانب السعي لدعم حلول مستدامة لقضايا عربية مازالت مستعصية على الحل ، مع ان بغداد تملك الريادة في دعم مسيرة العمل العربي المشترك عبر جميع الازمنة ، فان البرلمان العراقي ممثلا برئيسه الحلبوسي يحرص على تطوير وتفعيل الجهد البرلماني العربي وضمان التعاون لبناء علاقات متوازنة بين الدول ، بما يكفل مبدأ الحوار وفتح الآفاق لتطوير العلاقات بين الدول في مختلف المجالات ودعم جهود السياسة الخارجية ، وتسليط الضوء على حرص العراق على الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن المحاور بالمنطقة واهتمامه بتحقيق الأمن والسلام .
ويسعى الرئيس الحلبوسي عبر رؤيته الواقعية الى تنسيق المواقف وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية ، بما يتماشى مع مصالح الشعب العراقي خاصة ان الدبلوماسية البرلمانية التي يقودها تملك دور كبير في التعبير عن السياسة العامة وتكريس نمط تعاون سينعكس في التنسيق المستمر بين ممثلي الشعب العربي ، تجاه قضاياه المصيرية وفي المجالات الاقتصادية والسياسية والبيئية والأمنية والاجتماعية والتقنية .
ان بغداد تستضيف مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ستثبت قدرتها على العودة ، لاعبا يملك الريادة والتأثير في المعادلات العربية والدولية وحضنا دافئا لكل العرب وصدرا رحبا لتخفيف الامهم وصوتا صادحا في الدفاع عن قضاياهم وعونا للجميع في السراء والضراء ، وان كبت فانها كبوة جواد اصيل سرعان مايعاود الانطلاق بزخم اكبر وهمة اعلى ، ومرحبا بضيوف العراق وبرلمانه .