لا يختلف اثنان على على أن التربية والتعليم يمثلان نقطة إنطلاق حقيقية نحو بناء مجتمع عصري ناضج ومقتدر، يمكن من خلاله فعلا أن ننتج قادة لصناعة القرار وطبقة حاكمة حقيقية، وهرم متكامل لإدارة البلاد والعباد، وبكل تأكيد لن يتحقق ذلك بالامنيات والرغبات، بل بالعمل الجدي فعليهم تقع مهمات جسيمة في صناعة مستقبل زاهر وضامن لتحقيق الأهداف الحميدة، ومن خلال متابعة بسيطة أن التربية والتعليم في العراق والعديد من دول العالم، أصبحت بعيدة جدا عن الجوده في المستويات الإدارية والمناهج والطلبة، وقد انعكس ذلك على طبيعة المخرجات، التي أصبحت عنوان بلا مضمون، نعم هناك الشهادات ولكن بدون الخبرات، أنه الضخ بدون الفلترة والتنقية، لذا لم نجد من الخبرات أو الاختراعات ما يمكن أن نفتخر به..ولا بأس أن نتطرق إلى خطورة واقع التعليم العالي في ظل غياب الاستقلالية للجامعات في رسم سياستها الخاصة بها، بل أصبحت رهينة لرغبات الأحزاب سواء في ملىء الدرجات الخاصة أو طبيعة المناهج أو نجاح الإدارة..في حين شكلت الجامعات والكليات الأهلية إضافة نوعية أخرى لتعقيد المشهد الأكاديمي في ظل مخاطر حقيقية على طبيعة جودة المخرجات..ومن المناسب التذكير بالتراجع الخطير لدور التعليم العالي مجتمعيا ومدى مساهمته في إيجاد الحلول الحقيقية للتحديات التي تواجه الدولة، فقد تراجع مبدأ اقتصاد المعرفة في إنتاج البحوث والتأليف والابتكار، وتراجع التمويل بشكل مرعب..نخلص القول، بأن السياسية أجهضت على ما تبقى من هذا القطاع، ولم يصبح قطاعا مهما ضمن أولويات الدولة.

{ عن مجموعة واتساب

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *