آهٍ لو أستطيعُ سماعَ همسِ النجوم،
لرصفتُ منه مديحاً مشعّاً لجلال فمِكِ،
يا مرامَ الدليلِ لنشوةِ الفرح،
يا ساحرةً من ذهبٍ في كنزِ الفكرة،
يا روحَ اسطورةٍ في جسدِ قبلةٍ،
يا ضيفةً مستريحةً في غرفة السلام..
..
أخافُ اللهَ فيكِ وأرفعُ يدي لأجلكِ،
لكي يعلو فيكِ كِبَرٌ أعلى من هذا الكِبَر،
ولكي تتعلّمَ سجاياكِ المجيدةُ العفوَ والسكينة
..
آهٍ لو كنتُ ساقياً، أمرُّ على سدنتِكِ،
لأمنحهم أقداحاً مليئةً بالتوسّل،
أخبرُ كبيرَهم عما فعَلتْهُ بي
دمعةُ كحلٍ على كتفكِ الأيمن،
علّهُ يعرفُ عذابي،
علّهُ يشدُّ بِضعةً منه ويضعها أمام لطفكِ،
وعلّكِ وأنتِ تنشّفين قدميكِ بسحابةٍ دافئة،
تتذكّرين
كم هدرتُ من الأطياف واللذّات
على دمعةِ الكحل تلك،
من عنقكِ الرخامِ وخدكِ التفاح،
كم كان يتطاير لهاث بنتٍ خدرانة وحائرة،
مِنهُ ما يئنُّ
ومِنهُ ما يتفجّر.
..
كيف كانت تتمُّ عذريتُكِ
بعد كلِّ عرسٍ أرفعُ عرشَهُ
وأفتحُ فضّته؟
يا سليلةَ الدنان البتول،
يا بنتَ الحارسِ الوحيدِ عند الأثمان المكنونة.
..
آهٍ لو كنتُ قرأتُ عن عذابِ الشكِّ والوساوس،
لما اقترفتُ كلمةً واحدةً لا تطير في سمائكِ،
أسامعةٌ هذا الصوت التائب
الذي يلوّح مني بضوءٍ زكي؟
لو كنتٍ تسمعين
دعيني ألوذُ إليكِ مرةً أخرى
ما من شيء أفعله،
لا وألف لا،
فقط أطوفُ على سريرِكِ،
أو أجلسُ تحت سنديان الشمع
أتلو صفاتِكِ بالحسرات والدموع.
**