قد عرفت الفروق الفردية بين الاجناس البشرية منذ وقت طويل وان المجتمعات ادركت الحقيقة بأن الافراد يختلفون بعضهم عن البعض الاخر ونحن نجد في نشاطنا اليومي اننا دائما نكيف انفسنا ازاء من نتصل بهم من افراد المجتمع حسب ما يتميزون به من فروق فردية ويمكن ان نرد اسباب هذه الفروق بصورة عامة الى الوراثة والبيئة، لو استعرضنا جميع الكائنات الحية من أدنى مرتبة حتى نصل الى الانسان فلن نجد فردين متشابهين في استجابة كل منهما لموقف موضوعي واحد، فالاختلافات الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات الحية، وتُعرف الفروق الفردية)بأنها الاختلاف في درجة وجود الصفة (جسمية او نفسية) لدى الافراد.

كيف يتم مراعاة الفروق بين الطلبة في العملية التدريسية:

قد يتبادر في ذهن الأستاذ عندما يقوم بعملية التدريس في قاعة من القاعات الدراسية الى ان الطلبة يتمتعون بصفات عامة مشتركة من الخصائص فهم متقاربين في التركيب الجسمي والتحصيل الدراسي والمفاهيم الاجتماعية العامة، ولكن الاستاذ من خلال ممارسته لعمله في القاعة تتضح له صورة الفروق الفردية بين طلبته فيجد هناك خصائص مميزة عند بعض الطلبة تجعل لكل واحد منهم شخصية ذات سمات منفردة لا تتطابق تمام مع سمات وخصائص شخصية طلبة اخرين أي ان هناك اختلافاً وفروقاً بين طالب واخر في مختلف شخصياتهم الجسمية والعقلية والانفعالية والخلقية وان هذه الظاهرة الموجودة في كل قاعة من قاعة الكلية ينبغي ان تترجم الى عمل واقعي من قبل الاستاذ من اجل ان ينمو كل طالب نموا صحيحا في مختلف جوانب شخصيته، لذلك فمن اهم الصعوبات التي تواجه واضع المناهج هي ان يكون المنهج متلائم مع ذوي القدرات العقلية العالية ويناسب الوسط ويناسب دون الوسط، وكذلك الاستاذ يتعرض لنفس الصعوبة عند عرضه للدرس هل يعرض الدرس وفق ما يناسب الضعاف مما يؤدي الى شعور الاذكياء بالفراغ والغرور وقد يشعرون بعدم فائدة اليوم الجامعي او الدراسي فالأستاذ ملزم ان يأخذ ذلك بنظر الاعتبار وان يعمد الى توزيع فعاليته وانشطته بحيث يأخذ كل طالب ما يناسبه وما يحتاج اليه رغم ما بينهم من فروق فردية، ومن الطرق التدريسية التي يمكن من خلالها مراعاة الفروق الفردية هي،

– طريقة التجانس في القدرة الواحدة: تقوم هذه الطريقة على وضع الطلبة على شكل مجموعات متجانسة بحسب القدرات العقلية، وتعتمد في توزيعها هذا على قياس طبيعة هذا التجانس فقد يستخدم التحصيل الدراسي او اختبارات الذكاء او استعداداتهم الخاصة وفي مثل هذه الحالة تكون ثلاث مجموعات (المجموعة المتفوقة والمتوسطة والضعيفة) وتوضع ثلاث مناهج ويكيف المنهج وطرق التدريس تبعا لقدراتهم وبهذا الاسلوب يتحقق مراعاة الفروق الفردية في المناهج وطرق التدريس ومن الآخذ على هذه الطريقة انها تعتمد على الجانب العقلي فقط وتهمل الجوانب الاخرى في النمو والتي لا تقل اهمية عن الجانب العقلي كما ان توزيع الطلبة على هذا الاساس يؤدي الى شعور الطلبة بالتمايز وينعكس ذلك على تصورهم لذاتهم كما ان هذا التوزيع يحرم الطلبة الضعفاء من الاستفادة من قابلية الطلبة الاذكياء،

– طريقة التقسيم العشوائي: تستند هذه الطريقة على التقسيم العشوائي للطلبة بحيث يضم الصف الواحد مجموعة مختلفة من الطلبة في الاستعداد وان يختار لهم مناهج وطرائق تدريس تتناسب مع هذه المجموعة من الطلبة المختلفين في القدرات بحيث يناسب استعداد وقدرات كل طالب.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *