يُحكى أن زوجين كانا جالسَين في بيتهما على طاولة العشاء في بداية الليل (بعد الغروب)، وبهذا الحين أقبل سائل وطرق الباب عليهما، فخرجت الزوجة لترى من الذي على الباب، فتحت الباب ولقيته سائلًا قال لها: أنا جائع أعطوني مِمَّا رزقكم الله به من طعام، دخلت الزوجة لتجلب له الطعام، فقال زوجها من على الباب؟ قالت له: إنه رجل فقير يريد طعام، فقال لها اطرديه! قولي له ليس لدينا طعام! قالت له: لماذا؟! إنه جائع يطلب طعامًا ليسدّ فيه جوعه، قال لها: اطرديه!، فلم تقدر الزوجة على مخالفة زوجها لتعطي طعامًا للسائل وكلّمته بعُذُرٍ ما وأغلقت الباب!.فمرت أيام وجاءت أيام أخرى وضاقت الدنيا بحالة الرجل الذي طرد السائل لأنه كان جائعًا وطلب منه طعامًا، وتراجعت الحالة المادية للرجل فأصبح فقيرًا جدًا مضنوك المال بعد ما كان غنيًّا بالمال! ولم يقدر على عيش زوجته وفكَّر أن يُطلِّقها ويُرجِعها إلى بيت أهلها بسبب فقره وحالته المتعسرة، فطلَّقها وبقي وحيدّا بعد ما كان مستورًا في بيته مع زوجته وحالته الجيدة.وبعد مُدَّة تحسنت الحالة المادية للسائل ورُزق رزقًا صالحًا من رِزْق الله وعلِمَ بأن المرأة التي أرادت إعطاءه طعامًا ومنعها زوجها من ذلك، طُلِّقَت من زوجها بسبب ضيق حالته المادية، فتزوجها السائل إكرامًا لموقفها النبيل معه.فمروا بنفس الموقف الذي مرَّ على الزوجة سابقًا، كانا مقبلَين على تناول عشاءهم فطُرِقَ الباب عليهم وخرجت الزوجة لتفتح الباب، فتفاجئت برؤية زوجها السابق! “أتى يطلب طعامًا”!، فرجعت الزوجة وقالت لزوجها عن ذلك، فقال الزوج: أعطيه عشاءنا هذا واطبخي لنا غيره!، فتفاجئت الزوجة مرة أخرى بكرم زوجها وأعطت للسائل عشاءهما، فأخذ السائل الطعام وانصرف عنهما.وعادت الزوجة منصدمة بسبب رؤيتها زوجها السابق بصفة فقير متسول يطلب المال من الناس، فسألها زوجها لماذا أراكِ هكذا منصدمة ومتفاجئة؟ فقالت له: السائل الذي أقبل الآن لطلب الطعام، هو زوجي السابق! فقال زوجها: أصدُمُكِ أكثر؟ قالت: ماذا؟ قال: أنا الذي طرقت عليكما الباب آنذاك لأطلب منكما الطعام ورفض زوجكِ ذلك، وإكرامًا لكِ لأنكِ أردتِ أن تعطيني طعامًا ومنعكِ زوجكِ عن ذلك، تزوجتُكِ!.العِبرة من هذه القصة: لا تطرد من يطرق عليك الباب، إن كان محتاجًا حقًّا أم لا، أنت لا تعلم ماذا بداخل الآخرين.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *