العشيرة في مجتمعاتنا العربية تنشأ وتتكون عن طريق النسب أولا ويجمعهم رجل قوي ويلتفون حوله ولديه شجاعة بأن يدافع عنهم وكذلك يقوم بالغزو القبائل الأخرى للحصول على الغنائم ,وشيخ العشيرة لديه أموال كثيرة تكون له كالجاه تدعم سلطته بين إفراد العشيرة ,وعقلية أبناء العشيرة تحث إفرادها على تعدد الزوجات لكي ينجبوا أكثر عدد من الذكور ليدافعوا عن العشيرة إثناء الحروب وكذلك في إدارة شؤون الزراعة ورعي الأغنام .

الاحترام بينهم يبنى على أساس القوى وكثرة الأموال فشيخ العشيرة لديهم مقدس ومهيب لكثرة أمواله وأولاده وإتباعه ,فمعيارهم القوة

بالنسبة لقريش عندما ظهر الإسلام بقيادة الرسول الكريم نبي الرحمة محمد بن عبد الله تغيرت معاييرهم حيث أسلبت منهم تلك القوة والجاه وكان سبب مهم بإعلان العداوة ضد الإسلام لاسترجاع هيبتهم إلى هذا اليوم.

هذه التركيبة أو الجزء المهم من المجتمع ولائهم أولا للعشيرة من الصعب إن يهضموا الإسلام ومبادئه لان ثقافتهم ثابتة لا تتغير بل هم يجاملون كل متغير جديد يريد إن يغيرهم هكذا تعاملت العشيرة مع كل الديانات السماوية لهذا السبب نرى صراع الأديان بداية لأنه يتعامل مع مجتمع معايرة مختلفة ثابتة .حاول كل الأنبياء إن يصنعوا مجتمع متمدن لكي يفهم ما ينزل من السماء بإنسانية مجرد من الأنانية وازدواجية المعايير ,فالصراع الأول الذي واجه الديانات السماوية هو الصراع العشائري ,لهذا السبب نجد مثلاً إن المجتمع الإيراني سواء عندما كان سني أو عندما أصبح شيعياً متفوقاً علميا في البحث والتحري بالقران الكريم و الحديث النبوي عن المجتمعات العربية حيث تخرج الكثير من العلماء سواء من كان سنياً أو عندما تحول للمذهب الشيعي لسبب ما يتمتع به من تمدن مع اعتزازهم بالغتهم وقوميتهم والاحتفاظ بها ,على خلاف الدول العربية مقارنتهم بهم حيث نجد بنفس الفترة قلة العلماء ولكن كثرة القادة العسكريين وبسبب لما نتمتع به من الولاء للعشيرة وثقافة عشائرية التي تؤمن بالقوة ولا تؤمن بالتمدن .لذلك نجد الشخصية العربية التي تتمتع بالازدواجية وتتميز عموما بالنكوص Regression هو الارتداد أو التقهقر.

فنجد تحول الإسلام بعد وفاة الرسول إلى صراع عشائري قبلي نحو السلطة والكرسي ,رغم أن الرسول حاول إن يؤسس المدنية بين المسلمين العرب ألان المدنية لها دور في تأهيل الفرد وتخرجه من أطار الولاء للعشيرة إلى الولاء للإنسانية ,وثورة الأمام الحسين وأهل بيته الذي تربى بحجر النبي على المدنية و فهم الإسلام من خلالها ,خير دليل على وجود الولاء للعشيرة والسلطة والقوة ,لذلك نرى أبناء العشيرة هم الذين تخلوا عن مبادئهم بنصرة الإمام الحسين عليه السلام ,ونصروا بطبيعتهم وتربيتهم العشائرية الخالية من اية تمدن يزيد بن معاوية الذي كان ماسك زمام القوة والسلطة.ودليل كلامي إن الحروب التي خاضها المسلمين بتلك الفترة كانت غنائمهم أدوات الحرب البسيطة وكذلك ملابس القتلى وهذا ما جرى مع سيد الشهداء عندما طلب في أخر لحظة ملابس رديئة وممزقة لكي لا يسلب منه بعد استشهاده ,فإذا كانت الغنائم هي سلب ملابس القتلى فأي همجية كانت تتمتع بها الإنسانية في ذلك الوقت فأين القيم أين الكرم العربي أين الشهامة التي كان يتميز بها العرب .المشكلة الكبيرة إن الإسلام لم يذهب بالعرب نحو المدنية فكانت العشيرة هي العائق فكانت النتائج كما ذكرنا سلفا لم يفعلها العرب بأيام الجاهلية (قبل الإسلام),لذلك الأوربيون بعد الحرب العالمية الثانية فصلوا الدين عن الدولة فذهبوا نحو المدنية فكانت نتائجهم الإنسانية أولاً

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *