نفرح عندما نسمع او نقرأ خبر تبثه وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة بما يتعلق بحياة المواطن الفقير او من ذوي الدخل المحدود الذين يعانون من ضنك العيش وهم يشكلون شريحة واسعة في المجتمع ، وأكثر الناس تثق بكل ما تسمع وتتناقل الخبر المفرح وبالأخص اذا نشر خبر ما عبر صحيفة رصينة تابعة لشبكة الاعلام العراقية ، وهذا يعني لا نشك في صحة ما نقرأ ، في مطلع شهر اذار أعلن السيد محافظ بغداد تسعيرة منصفة لسعر الامبير للمولدات الاهلية وبتفاصيل مهمة ، شملت جميع المولدات المدعومة بالوقود او غيرها ..

مبادرة طيبة مفرحة اثلجت صدورنا وأزاحت هم ثقيل ، حملتني الفرحة لتسديد اشتراكي وأنا على يقين ان صاحب المولدة ، أكيد قد تبلغ بما صدر عن السيد محافظ بغـداد ، ولشديد الاسف ضاعت الفرحة وواجهني صاحب المولدة بابتسامة عريضة ساخرة وجاء الرد المؤسف بقوله :

ما سمعت وقرأت ” حبر على ورق ” لا تصدق بكل ما تقرأ وتسمع ، يبدو انها نصيحة كيف الحال وانا كأي متقاعد جليس الدار ، وبلغت من العمر عتيا ، اتابع الاخبار المرئية وأطالع الصحف يومياُ ، ربما كان صاحب المولدة على حق وحقه مرهون بما اعتاد ان يكسب لما يقدم من خدمة ، سببها معضلة الكهرباء التي اصبحت مثل أمراضي المزمنة ، وهمومي لا تتعدى هموم رجل محلي يهمه ارتفاع سعر البصل ولهيب اسعار الادوية ، وما تستنزفه شركات الهاتف وينتظر من الدولة ان تنصف الفقراء والمتقاعدين بزيادة تبعد عنهم شر العوز وضنك العيش.

كنت ولا زلت انظر الى الامور بصدق ، يسرني الخبر عندما يصدر من رجل مرموق بموقع المسؤولية ولا يتبادر لذهني ان يكون الرد (حبر على ورق ) والمعروف ان شهر اذار يعد من افضل أشهر السنة باعتدال الجو، وكالمعتاد يقل استهلاك الطاقة ، والكهرباء الوطنية تكون فيه مجزية أكثر من تجهيز المولدة الأهلية ، والمواطن خاضع مستسلم لما يفرض عليه من سعر دون رقابة او سيطرة ، والله يكون بعون الفقير.

هل الوم نفسي ام ارفع يدي للسماء ادعو للمسؤول ان يقترن قوله بالفعل ويعزز الثقة بينه وبين المواطن الذي يعتقد ان الواجب يقضي ان يقف رجل الدولة في السلطة التنفيذية موقف جاد حاسم في المتابعة ومراقبة كل مكسب يعلن عنه ليحظى بثقة الناس و بتعزيز رصيده الشعبي .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *