كثيراً ما نسمع ونشاهد بعض من يصفون أنفسهم بالعلماء والخبراء والمتخصصين يتكلمون عن موضوعات علمية مهمة وخطيرة كـ (النشر المزيف، تحديث المناهج، المشكلات في التعليم العالي، وغيرها) وهم غير مؤهلين لا علمياً ولا مهارياً ولا……، للحديث عن هذه القضايا لأنهم ممن أسهم في تفشيها وتكريسها من جهة ولأنهم لا يعرفون ولا يفقهون أهميتها وخطورتها وما تسببه من خلل كبير في ثقافة المجتمع الأكاديمي والتي تنعكس إحباطاً وصراعاً سلبياً وثقافة مريضة على المجتمع لأنهم يسرقون الأفكار من أصحابها ويحاولون إعادة تبنيها وترويجها بأسمائهم، فهم يمارسون دور المصلحين والرافضين لهذه الممارسات التي انتشرت بفضل أفعالهم وسلوكياتهم المخالفة للأخلاق والأعراف الأكاديمية التي لم يكن أولها التحايل والغش ولا تنتهي بالنشر المزيف والترقيات المزورة، العالم الحقيقي صفحة بيضاء ناصعة تُعلم وترشد وتوجه وتهذب أخلاق من يقرأها لتتحول إلى وثيقة مهمة ودليل إنجاز وفخر للعالِم والمؤسسة يرجع إليها الطلبة والباحثون والعلماء ويكون لها أثر إيجابي على المهتمين والمهن والمجتمع، (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة)، أما العالِم المزيف صفحة سوداء قاتمة تسيء للعلم وتدعو من يقرأها إلى الانحراف والرذيلة وسوء الخلق لتتحول إلى وثيقة إدانة للشخص والمؤسسة ينتقدها الطلبة والباحثون والعلماء والعالَم ويكون لها أثر سلبي مدمر على أصحاب المصالح والمهن والمجتمع (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) الحاقة). هناك مسؤولية أخلاقية وعلمية ومهنية على كل الأكاديميين والعلماء والخبراء للتمييز بين العالِم الحقيقي والمزيف وإظهار الحقيقية سواء كانت بيضاء أو سوداء للمجتمع الأكاديمي والناس لحماية العلم والمجتمع والحفاظ على هيبة وأخلاقيات العلِم والعُلماء، وندعو الحكومة والجامعات إلى الاعتماد على العلماء والخبراء والمتخصصين الحقيقيين (من خلال التدقيق للوثائق ولمحتوى العقل) في اللجان العلمية والفنية والاستشارات والمناصب واللجان الجامعية (رئيس جامعة، عميد كلية، رئيس قسم، رئيس لجنة، عضو لجنة،…….) لترسيخ الأخلاقيات الأكاديمية وصيانة سمعة الجامعة وتعزيز ثقة المجتمع بالسياسات والقرارات والإجراءات الحكومية.

# هناك مسافة تفوق مدى الرؤية بين من يجيد الكلام ومن يجيد توليد الأفكار.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *