يوم توفي الاديب الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي، نعاه كثير من المثقفين بألم ،وبينهم من اعلن الحداد..واغلب هؤلاء ما كانوا زاروه وتفقدوه في بيته، ولم يتبرعوا له بدينار واحد..وهذا اقبح انواع النفاق.

قبل ثلاث سنوات كنت في تونس ،وكنت اعرف أن الربيعي فيها وأعرف انه تزوج من تونسية ،وكنت أريد ان التقي به ونستعيد ذكريات الناصرية ومقهى أدبائها ،فطلبت من اديب تونسي فاخبرني انه لم يعد موجودا في تونس، واعتذرت زوجته عن اللقاء بها.استفسرت من الأديب عبد الأمير المجر فأعلمني انه ” عاد قبل اعوام قليلة من تونس ، وانه انجب من زوجته التونسية ولدا اسمه سومر، ولكن حسب علمي انفصل عن زوجته تلك.. وبدأت رحلة من عدم الاستقرار النفسي هناك ،بالاضافة الى تقدمه في العمر وحاجته للرعاية فقرر العودة للعراق . وقد سكن مع ولده حيدر الذي يسكن بيتا لليجار في الزعفرانية ، وقد زرته صحبة الدكتور كاظم المقدادي صباح يوم 3 – 12- 2022 اي قبل بضعة اشهر ووجدناه في وضع صحي سيء، والبيت الذي يسكنه ابنه بسيط جدا ، لكن حسب علمي انه يستلم راتبا تقاعديا . وفي العموم ..نعم كان في عوز واضح قياسا بما ينبغي ان يعيشه مبدع معروف مثله).

انتهت رسالة الصديق عبد الأمير..ومنها نستنتج حقيقتين

الأولى: ان الربيعي كان يعاني من اشهر وضعا صحيا سيئا،

الثاني: انه يعاني من عوز مادي،

ونضيف ثالثة..انه يسكن في بيت بسيط يعود لأبنه الذي يعمل سائق تكسي.

والتساؤل لهذا النفر من المثقفين الذين نعوه وتباكوا عليه ،وبينهم من يتباهى بصداقته: اين كنتم يوم كان في اشد الحاجة لكم نفسيا وماديا ايضا؟!

قد نعذر السياسي حين يكون منافقا..لأن السياسة في العراق ، بلا اخلاق..لكن لا عذر للمثقف في مثل هكذا حالات ستتكرر مع ادباء وفنانيين آخرين. وبالمناسبة..

الا تلاحظون ان الملتحقين بقافلة الأدباء والفنانين الذين غادروا الدنيا قد زادوا بظاهرة غريبة؟. ومع ان جميعهم عانوا ما عانه الربيعي، لكننا جميعا لا نعرف ان عدم تواصلنا معهم في محنتهم يؤدي،سيكولوجيا، الى ضعف مناعتهم النفسية وتعرضهم لأزمات قلبية و..اكتئاب حاد يستعجل الموت. هل وصلت الرسالة.. الى وزارة الثقافة والأتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق؟!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *