اقبل علينا شهر رمضان المبارك ، شهر الطاعة والغفران ، ونحن في هذه الايام المباركة نعيش اجواء ايامه ولياليه الجميلة ، لكن ما ينغص علينا فرحتنا بقدوم هذا الشهر الفضيل هو الارتفاع المفاجئ باسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية حتى وصلت الى مستوى يعجز المواطن العراقي البسيط عن تلبية احتياجاته الرمضانية ، ففي كل دول العالم الاسلامية يتسابق تجارها بالتبرع بالمواد الاساسية والاطعمة والفواكه والخضروات تبركاً بهذا الشهر الفضيل وكسباً للاجر والثواب الذي تنازل عنه اغلب التجار العراقيين فهم يستغلون هذا الشهر المبارك لكسب المال الحرام على حساب حاجة الفقراء وذوي الدخل المحدود ، لان هؤلاء التجار أَمِنوا العقاب حيث لا رقيب ولا يوجد من يحاسبهم على جشعهم فأوغلوا في الاستغلال ونسوا او تناسوا ان الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد وهو يمهل ولا يهمل وسيلاقوه يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وهم يظنون ان رفع معالم الزينة على واجهة محلاتهم ومكاتبهم ومنازلهم هي العبادة الرمضانية التي يتقربون بها الى الله عز وجل وستغنيهم عن فعل الخير او على الأقل مشاركتهم في استقرار اسعار المواد الاستهلاكية في الاسواق المحلية الذين هم السبب الاول بارتفاعها .

نسأل الله جلَّ في علاه ان يهدي جميع التجار لما يحبه ويرضاه وان ينظروا الى الفقير بعين العطف والرحمة تجسيداً لحديث رسولنا الكريم محمد صلَّ الله عليه وآله وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن . ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) .. وكل عام وانتم بخير..