مليونان و300 الف متقاعد موجود في العراق ، وهذا الرقم ليس من عندي ، إنما من تصريح سابق لمدير عام التقاعد ، واذا ( ضربنا) الرقم في 6 على اساس ان المتقاعد يعيل كحد ادنى ستة افراد فقط ، فان الرقم سيقفز الى 13 مليونا و800 الف .. وهو عدد يعادل سكان دول معروفة في العالم .

هؤلاء الناس الذين افنوا شبابهم ، ماذا قدمت لهم الدولة ، لمواجهة ظروف الحياة الصعبة التي يعيشون فيها ، عدا وعود هلامية ، اصبحت مثل مصباح علاء الدين السحري او خاتم سليمان الأسطوري لن ينفعا، ولن يفيدا في حلِّ مشكلة طال امدها ، واستفحلت تداعياتها ، حيث اشتد على المتقاعدين الفقر، والضياع، والخوف من المستقبل ، وهم على اعتاب المحطة الاخيرة في حياتهم .

اكيد سيزعل عليّ الكثير من الاخوة المتقاعدين ، فهم لا يرغبون الاشارة الى الواقع المأساوي الذين يمرون به ، فهم أباة ، لكني اقدم لهم اعتذاري ، فالحال الذي هم فيه ، يدعو الجميع الى استمرار التأكيد على حالة اليأس التي تغطي حالتهم ..

فالى دولتنا العتيدة .. وحكومتنا المباركة .. اقول :

ان المتقاعدين المدنيين والعسكريين يعانون من تدني الرواتب وتراكم الديون عليهم ، والكثير منهم يعرضون انفسهم الى سلوك اجتماعي مؤلم بسبب كثرة طلبات الاستدانة من الاقارب والاصدقاء لسد حاجاتهم الأساسية واضطرارهم أحياناً للتعرض للدخول في عمليات الربا عند الاستدانة من مجموعات باتت معروفة للكثيرين ، فالطلبات الاسرية في ازدياد ، والتضخم في ازدياد ، فيما الرواتب في نقصان ، واصبحت هذه الظاهرة المتناقضة ، هي سمة لواقع حال المتقاعدين ، دون ان نرى اهتماما ملموساً من قبل الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية..

ان زيادة الراتب التقاعدي بات ، مطلبا جماهيريا ، والنظر الى واقعهم المؤلم ، اصبح ضرورة شرعية واجتماعية .. ويمكن ان تبادر الحكومة الى تأسيس جمعيات تعاونية خاصة بالمتقاعدين ، تحتوي على مواد غذائية بأسعار مدعومة .. هذا مطلب مقدور عليه الى جانب زيادة الرواتب ، بما يساوي واقع الحال المعيشي ..عوائل المتقاعدين ، تعاني شبح العوز ، في ظل غلاء فاحش ، وقدرة شرائية ضئيلة ، ولو تسنى لوسائل الاعلام التواجد امام منافذ توزيع رواتب المتقاعدين العسكريين والمدنيين ، لقدمت صورة كلها أسى لأفراد قضوا جل أعمارهم في خدمة الوطن ، ولم يجنوا سوى الخذلان ، ونكران الجميل .. فمعظمهم ، يعجزون عن توفير حياة كريمة ، بأبسط متطلباتها لأسرهم ، ولديهم قصصاً مؤلمة؛ وأحداثا يدمعُ منها القلبُ قبل العين ، تنضحُ بالتعب والهم والفقر..

فهل من المعقول ان يتقاضى المتقاعد 500 الف دينار شهريا بعد خدمة 25 عاما .. اين الضمير؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *