أوصى استاذ للعلوم السياسيه التاريخية طلابه وهم في باريس. سيعود كل منكم إلى وطنه وفي نفسه حاجة للاشتغال بتاريخ بلاده فإذا تقدم احدكم بوضع تاريخ فليجعل همه الأول التجرد من كل تعصب او تحزب وأن لا يكون له ضلع مع. فئه دون أخرى وإن يتحرك الصدق في الرواية وتمحيص الحوادث وإن لا يلهيه التفصيل عن الاجمال بل يسرد الحادثة ويشفعها ببيان عللها وأسبابها وانتقاد اربابها فينبه ما ارتكبوه من خطأ وما اتوه من صواب ليكون التاريخ عبرة من اهل الزمن الغابر لأهل الزمن الحاضر أود أن اعلق على هذه الوصية ان لكل أمة ما تتشخص به وتتميز وان نبقى حالة فريدة ولا نقلد أمة غيرنا تقليد أعمى ولا نحاكيها محاكاة فجة مملولة.