احدى الأهداف الأساسية في يومنا للتعليم العالي هو نشر الافكار والاساليب المعاصرة ومنح الفرص المتكافئة لتنمو هذه الأفكار وتنتشر. ومن هذه الافكار ما يتناسب مع روح العصر الذي نعيشه والمشاكل التي تواجهنا من ارهاب وفساد وانعدام الكفاءة. وهذا يطرح امامنا التسائل عن دور الجامعة التنويري والوطني في مواجهة التعصب الطائفي والارهاب والتدهور المهني والفساد الاداري والمالي؟ والتسائل عن مكمن تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والحرية الاكاديمية في اداء الجامعات؟ يبدو لي ان الهدف العام للتعليم العالي حاليا هو اعداد خريجين كثرة من دون استراتيجية واضحة لاشغالهم الوظائف التي يتطلبها سوق العمل ومن دون الاخذ بالاعتبار تنمية الروح الوطنية والتحصين ضد الفساد. وارى تناقضا بين “السياسات الاكاديمية” في مقابل التطلعات التي تساهم في بناء اقتصاد وطني متين قائم على “المهارات والمعرفة”، وهذا ما يدعو الى القلق من مستقبل مظلم للتعليم. ما له من اهمية كبرى لدورالتعليم العالي في عراقنا يكمن في انتاج متعلمين ومتدربين على قدر عالي من العلم والثقافة والتفكير النقدي، وان تعمل الجامعات على تنمية الديمقراطية والمواطنة عند الطالب والتدريسي، وعلى ورفض مغريات الفساد وتلبية متطلبات التنمية، وان تسعى للاندماج في الحياة الفكرية والثقافية للمجتمع العراقي، وعلى تمكين الطالب من ممارسة البحث والتنقيب والتعلم مدى الحياة. ومن هذا المنطق، للجامعة اربعة انشطة هي التعليم والبحث العلمي والتدريب المهني والتدريب على مهارات التفكير الناقد، وان تنطلق عملياتها من فلسفة قوامها الحرية الاكاديمية وتكافؤ الفرص والمشاركة والتأثير في الحراك الاجتماعي.