حينما ابحث عن أسماء الأثرياء في العراق ( وهنا اقصد بالأثرياء كل من زاد رصيدهُ المالي عن أكثر من ثلاثة مليارات دولار) أجد عدد لابأس به وخصوصاً بعد الطفرة المالية الكبرى التي حدثت في البلاد بعد التحرير( لم يكن تحريراً بالمعنى الصحيح لكنهُ كان غزواً مقيتاً عصف بالبلاد ودمر كل شيء جميل بغض النظر عن الأشياء الأخرى التي لا نريد الغوص في أعماقها كي لا نتعرض إلى اشياء أخرى لن تكون صالحة في تاريخ الإنسان). أجد والحمد لله شخصيات كثيرة زارت بيت الله الحرام وعملت العمرة أكثر من مرة وبالتأكيد كل من زار ذلك المكان المقدس في ذهنهِ هدف واحد لا غير ألا وهو رضاء الله في الدنيا والآخرة والذهاب الى الفردوس الأعلى – وهذا مطلب كل إنسان مسلم شريف ملتزم بغض النظر عن مكان الولادة أو اللون أو الجنس أو العمر – ومع هذا نجد الكثير ممكن يملكون تلك الأموال المهولة لا تخطر على ذهنهم ولو لحظة واحدة إمكانية أو هدف تغيير حياة بعض الفئات البشرية التي تعيش في حالة لا يمكن أن ترتقي إلى معنى الحياة الإنسانية بكل مداليلها وحيثياتها. وأنا اتابع البرنامج الكبير في كل معانيه ( قلبي إطمأن) وهو يتحدث عن الماساة الكبرى التي يعيش فيها كل من يسكن قرية (بلواخ) في موريتانيا وأظل فاغر الفاه لا أعرف ماذا أقول وعن أي شيء أتحدث فكل شيء في ذلك المكان يحطم الروح البشرية ويحطم نفسية كل من يشاهد تلك الحالة المزرية التي يعيش فيها الأطفال والشيوخ والنساء والشباب وأشعر كأن العالم توقف عن الحركة أو لايريد مواصلة الحياة . أرجع بذهني قليلاً إلى الوراء وأستذكر هذا العالم الكبير بكل ثرواتهِ وإمكانياته وأخاطب روحي المنكسرة ( لماذا يغفل هذا العالم عن كل هذا العذاب الذي يعيشهُ الإنسان هناك على ارض قرية بلواخ ولماذا لايفكر شخص ما أو هيئة إنسانية للذهاب إلى تلك القرية أو كل القرى البائسة في العالم وينقذوا أؤلئك البشر – الأحياء الأموات- بعدها اتذكر كل أثرياء العراق المذكورة حالتهم أعلاه وأتحدث إلى نفسي القلقة لماذا لا يسارعوا إلى تقديم العون لأخوانهم البشر هناك الذين يموتون كل يوم آلاف المرات بسبب ألم العيش والحاجة لكل شيء. إذهبوا إلى قرى موريتانيا والسودان والمغرب والعراق وتونس والجزائر وكل بلد من بلاد الأمة العربية ولا تذهبوا الى بيت الله إلا بعد أن تُحققوا كل شيء للفقراء وتعيدوا لهم بسمة الحياة , واطمئنوا فأن الله سبحانهُ وتعالى يراكم ويعلم سركم ونجواكم وعندها ستكتسبوا سعادة الأرض والسماء بأذن الله. أعرف أن أثرياء العراق سيسخرون من هذه الكلمات وسينعتون قائلها بالمجنون أو أشياء أخرى. سارعوا إلى فعل الخير قبل فوات الأوان. أعجبتني كلمات الشاعر في ذلك البرنامج الرائع ( وماتأتي السعادة بالأماني …ولا رمي العِتابِ على الزمانِ …استعن بالله والإيمانِ واسعَ…وهل في الأرضِ بشرٌ لا يعاني؟) . اللهم اجعلنا ممن لهم القدرة على إعانة المحتاج .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *