انقسام مجتمعي (حاد ) ظهر مؤخرا في الذكرى العشرين من غزو العراق من قبل الولايات المتحدة ومعها التحالف الدولي .

خلاص العراق من فاشستية الحزب الاوحد ودكتاتورية نظامه البغيض (79 – 2003) حدى بشيعة العراق ( خلا الصدر ) وكرده ومكونات اخرى من نسيجه المجتمعي النظر له كتحرير ، في حين كان اغلب سنة العراق ينظرون له احتلالا غاشما وجب مقاومته .

هو احتلال باعتراف امريكا نفسها !!!..

ما هو ملفت ان زعامات شيعية ( منضوية اليوم بما يسمى الاطار الشيعي ) كانت وبعد تصدرها المشهد السياسي تصنف الغزو الامريكي كمحرر لكنها اليوم نجدها تسميه بالاحتلال الغاشم !!! .

الحاكمية الشيعية السابقة كانت تعطل الدوام الرسمي وتحتفل باستذكار يوم التاسع من نيسان كمناسبة تحرير غير اننا اليوم نجدها تتهيب من هكذا سلوك وتتوارى خلف صلاحيات المحافظين وقناعاتهم والملفت اننا وجدنا اغلب محافظي العراق المحسوبين على الاطار الشيعي قد اوعزت بتعطيل دوام دوائرها ( بحجة استذكار الشهيد الروحي محمد باقر الصدر ) بينما وجدنا محافظوا التيار بلا تعطيل على الرغم من كون الشهيد السعيد من آل الصدر لماذا ؟؟ .

وبعيدا عن ( حزورة ) الاحتلال والتحرير نشهد معا تراجع الدولة العراقية تقهقريا ومنذ الغزو وتحولها من دولة مؤسسات الى دولة دون سيادة حقيقية تجتر قرارتها من الخارج الاقليمي والدولي وقد تشرذمت بين اقطاعايات حاكمية العوائل والمكونات والمحاصصة مغنم الجميع والفساد ضرب اطناب البلاد من شماله لجنوبه ومن شرقه حتى غربه ومع هذا يتبجح ذوو السلطة في المنجز الديمقراطي وبعملية التبادل السلمي للسلطة ؟ .

نعم تحتاج القيادات الحالية الى المراجعة لكن لابد وان تكون تلك المراجعة مبنية على اساس السعي في التغيير الحقيقي وبآس الارادة الوطنية ونكران الفئوية وحصر السلاح بيد الدولة وايضا تغليب المصلحة العامة وارجاع ثقة الشعب بالمنظومة الحاكمة بتوفير الخدمات والحرص على نيل حقوقه ليعيش برفاهية وكذلك لابد وسيــادة اتخاذ القرار ، والالتـــــزام الاخلاقي فيما يبرم من اتفاقات بين الفرقاء السياسيين ( تنصل الاطار حتى الساعة من التزاماته مع المكون السني برسم الورقة الموقعة وقبل اعلان تحالف ادارة الدولة ) ، وابعاد القضاء العراقي عن الصراعات السياسية ، وتشريع قانون عادل للانتخابات يضمن المشاركة الحقيقية للجميع دون اقصاء وتمكين للقوى التقليدية ، واعدام الفساد كليا ومن ثم تمكين القوى الناشئة للدخول في العملية السياسية وبشكل حقيقي والا لا طائل من الشعارات ولا البيانات ، والحلول الترقيعية لا تعدو سوى حل وقتي ودونما تحول ملحوظ من الفشل الى ادارة ناجحة للدولة العراقية .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *