سنوات طويلة عاش فيها الشعب العراقي حياة قاسية مليئة بالأحداث والمتغيرات التي لم تأت ِ يوما لصالحه كونه يعيش في بلد هو محط أنظار وأطماع المنطقة والعالم لما يتمتع به من موقع استراتيجي مهم جدا وامتلاكه لثروات طبيعية طائلة يسيل لها لعاب قراصنة السياسية والمال في العالم وهذا قد أصبح ينعكس سلبا على حياة ومستقبل العراق وشعبه المظلوم الذي ترقب طويلا بان تتولاه حكومة وطنية منصفة تمنحه استحقاقاته الانسانية والوطنية التي تقرها الاعراف والشرائع السماوية العظيمة بعد حكم شمولي دام طويلا متمثلا بحزب حاكم واحد وكان هذا وغيره من الذرائع الأخرى أقنعت أمريكا بها العالم لشن عدوانها الظالم على العراق عام 2003 وليكون ضحية هذا العدوان الشعب العراقي المنهوب وبعد احتلال العراق مباشرة عمد المحتل الى تشكيل مجلس هزيل للحكم تم اختياره وفقا لمحاصصة سياسية طائفية والهدف من ذلك بات مكشوفا ومن هنا بدأت عملية تدمير العراق ومؤسساته الحكومية التي كانت تدار بمهنية عالية رغم كل ماكان يحيط بها من عوائق وضغوطات سياسية دولية واقليمية انذاك الا أنها قد نجحت في إدارة البلاد وتمكنت من معالجة الأزمات المعقدة التي مرت عليها سيما فترة الحرب العراقية مع ايران وكذلك احداث الكويت وهذا ماأثار حفيظة الأعداء الذين أصبحوا يشعرون بالخطر من ظهور قوة اقليمية في المنطقة قادرة على الصبر والمطاولة رغم ضعف امكاناتها العسكرية وبهذا بدأ عمل المحتل ومن تعاون معه من اعداء العراق بآلية ممنهجة لتدمير العراق ومؤسساته الحكومية واضعاف الانتماء الوطني لدى الشعب وذلك من خلال تمكين عدد من الأحزاب والكيانات والتنظيمات السياسية الفاسدة وبعض الجهات التي تسترت بلباس الدين المتمثلة بشخوص ومجاميع من الجهلة والخونة والعملاء والأذلاء والاغبياء بالوصول الى المناصب المهمة في ادارة الدولة وبعد ذلك شرع المحتل بكتابة دستور ظالم يخدم مصالحه المشبوهة اعتمد المحاصصة الطائفية والسياسية في حكم العراق وفرضه على الشعب بالحيلة والمكر ومن خلال الترويج للديمقراطية المزيفة اثبتت التجارب عدم مصداقيتها وبعد مضي سنوات ليست بالقليلة على ادارة الدولة لم ينتج عن هذا الحكم الطائفي المحاصصاتي سوى التدمير والخراب وضياع للهوية الوطنية دفع ثمنها باهضا الشعب العراقي بكل اطيافه وهذا ماخطط له الاعداء منذ سنوات وبعد مضي تلك الفترة القاسية التي عاشها الشعب ومايزال يعيشها لم يلمس تغييرا ايجابيا واضح المعالم في أوضاعه العامة ولذلك فقد توجب العمل الجماهيري على ازاحة كل الأحزاب ومسمياتها السياسية والطائفية الفاسدة المرتبطة مصالحها مع مصالح الأعداء المحتلين الذي احالوا البلاد الى اسم بلا وجود كما يتوجب على جميع الوطنيين والاحرار في العراق العمل بالخلاص من جميع الاحزاب والكيانات الفاشلة الفاسدة المتسترة بغطاء الدين الذين فرضهم المحتل على العراقيين بعد أن انكشفت نواياهم وأفعالهم الشيطانية الساعية لتدمير العراق ومستقبله ونهب ثرواته وسلب حقوق شعبه والخلاص من العملية السياسية بالكامل لن يتحقق الا بوحدة كلمة العراقيين وتفهمهم لخطورة وحجم المؤامرة التي خطط لها الأعداء منذ زمن بعيد حينئذ سيعود العراق الى هويته الوطنية التي يمثلها شعبه الأصيل ويأخذ الوطن استحقاقه ومكانته السامية في المنطقة والعالم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *