تعلمنا منذ الصغر ان الاعتراف بالخطأ فضيلة ، وهذا القول يدلّ على الشَّجاعة في الاعتراف بالخطأ، وعدم تكراره، لاننا في لحظة ما قد نتخذ بعض القرارات التي نتوقع انها صحيحة ولكن بمراجعة بسيطة او باشارة من احد نشعر اننا على خطأ ونحتاج الى تصحيحه وعدم التمسك به.

العراق هذا البلد الكبير الذي كان وما زال احد اهم الدول في المنطقة والقارة الآسيوية وبامكانه ان يعود قويا معافاً متى ما تخلص من بعض الظروف التي جعلته ضعيفا . الرياضة اصبحت واجهة مهمة للعراق لاسيما بعد ان النجاح في تنظيم خليجي (25) بالبصرة ، واعطى هذا النجاح دافعا للجميع بان يرتقي بالرياضة ويحقق افضل الانجازات.والحال نفسه ينطبق على المناصب العربية والقارية والدولية والتي تعد فرصة لتطوير الرياضة وليست مكانا للوجاهة واستعراض العلاقات التي لا تنفع ولا تفيد ، لاسيما واننا نسعى لتجاوز الاخطاء التي حصلت بالسنين الـ20 الماضية .انتخبات المجلس الاولمبي الآسيوي تجري كل اربع سنوات للحصول على مقاعد تمثيل الدول بهذا المجلس الذي يعتبر الهيئة الرياضية العليا التي تحكم جميع الالعاب الرياضية في قارة اسيا وتهدف الى تطوير الرياضة والثقافة والتعليم.بعد ان نشرت الصحف الكويتية ومواقع التواصل الاجتماعي اخبار انتخابات المجلس الاولمبي المقبلة ، وصراع شخصيات كويتية على منصب الرئيس المختوم باسمائهم منذ تاسيس المجلس عام 1984 حيث استلم الراحل فهد الاحمد الرئاسة ، وتسلم الرية منه ابنه احمد الفهد ولغاية انتهاء مدته الانتخابية الحالية ، ويسعى المرشح الاول وهو رئيس الاتحاد الدولي للسباحة والالعاب المائية حسين المسلمي ، ومنافسه الشيخ طلال الفهد شقيق احمد الفهد وهو رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم السابق لاكمال المسيرة ، ولن يتجرأ احد على منافسة الكويت على هذا المنصب.

ولكن الغريب بالامر ان الانتخابات الحالية للمجلس الاولمبي الاسيوي لدورته التي تنعقد في بانكوك تموز المقبل ، شهدت اصطفاف العراق وتركمانستان واندونيسيا وفلسطين وقيرغيزستان مع الشيخ طلال الفهد ، فيما منحت الكويت والنيبال وسوريا والبحرين تمثيلها للمرشح الثاني وهو حسين المسلمي.لكننا استغربنا ما جاء في بيان اللجنة الأولمبيّة العراقية في ردّها على ورقة الترشيح للانتخابات ، وما تناولته الصحف والمواقع الرياضيّة المحليّة لانها (اكدت ونفت في نفس الوقت) منح صوت العراق للفهد ، ولا نعرف ما هي الفائدة التي سجنيها العراق من الاصطفاف مع احد الكويتين ضد الآخر .

هدف الصحافة الرياضية هي كشف الحقيقة وليس الاساءة لاحد ، لكن الاولمبية وبعد ان كشف امر كتاب الترشيح اصدرت بياناً لتبرير موقفها ، وكان الاجدر بها ان تتناقش الامر مع شركائها من اجل ان يكون القرار النهائي بعلم الجميع والذي يبحث عن مصلحة العراق اولا.كنت اتمنى ان يكون هناك مرشح عراقي لمنصب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي او نائبه وعدم الاكتفاء بعضوية المكتب التنفيذي ، لان طموحنا يجب ان يكبر كلما شعرنا اننا قادرين على العطاء وعندها سنكون قد حصلنا على استحقاقنا الطبيعي.والامنية الثانية ان الترشيح يجب ان لا يقتصر على رئيس اللجنة الاولمبية لهذا المنصب ، او رؤساء الاتحادات لمناصب آسيوية ودولية وعربية بل علينا ان نقوم باعداد عدد من العناصر الشابة التي تمتلك الثقافة واللغة والخبرة وزجها في هذه المحافل وبعمر لا يتجاوز الـ50 عاما لاننا سنضمن حينها تواصل عمله للسنوات العشرين المقبلة لخدمة الرياضة العراقية .

واتمنى من الاولمبية ان تعيد النظر في بعض موافقفها ومنها التلويح بمقاضات الاعلام وان لا تعتبر نشر الاخبار وكشف الحقائق نوع من الاستهداف للمؤسسة بل انه واجب الصحفي والاعلامي في هذه المرحلة لانها سبق وان اعتبرته شريكا في الانجاز ، فهو شريكا في كشف الحقائق ايضاً.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *