نعم ،، هذا ما يحدث ، بفصحون عنه انفسهم !! ، وتؤشره الاحصائيات التي تبين عزوفهم عن متابعة الشأن الفكري والجمالي واقتصار تواصلهم وتواجدهم في منصات السخرية والمطاعم والكافيهات وتشجيع نجوم كرة القدم او نجوم السوشيال ميديا ،، إذا تقول احدى الدراسات التي اطلعت عليها مؤخرا ،،، ان نسبة واحد بالمئة من الشباب البغدادي فقط يعرفون المسرح وحضروا فعلا لمشاهدة اعمال مسرحية ، ونصف هذه النسبة كانت حصة شباب المحافظات ،،، وبشكل مقارب جدا لا يعرفون عن التشكيل ولم يزوروا صالات عرض وليس لديهم أي تطلع بمتابعة الأعمال السردية او الشعرية او الفكرية من اصدارات كتب ومجلات ،،، وبالتالي لا تدور احاديثهم حول الشأن الثقافي في بلاد عرفت واشتهرت بتنوع نتاجها الابداعي ،،،،
نحن هنا امام مشكلة مجتمعية لها تبعات سلبية ونتائج تتمثل بغياب الحوار الثقافي والجدل المنتج ذات النفع العام ، إذا لا يمكن أن نفسر غياب الاهتمام الثقافي في مجتمع شبابي الا في خانة التراجع الكبير في اليات تطوير التنمية ، إذا ان اكثر من 67 بالمائة من المجتمع العراقي هو من الشباب ، وانه يفقتد الى رعاية تأسيسة منظمة من الحكومة والمؤسسات المعنية او حتى من مراكز الدراسات في ظل انتشارا ظواهر متعددة وخطيرة جدا ،منها الادمان وتعاطي المهلوسات والمهدءات ومعها تجمعات الاراكيل !! وكذلك التعصب والتسرب من المدارس بالنسبة للمراهقين .
ولازالت تغيب عن اولويات البرلمان والمؤسسات ذات العلاقة العمل التضامني مع المراكز البحثية بايجاد أرضية تعاون للخروج بتشريعات تتابع هذه الشرائح وتسعى لاحتضات طاقات الناجحين منهم والوقوف على مسببات هذا الوضع ،،ولابد من خطوات عملية فاعلة من خلال موازنات مالية ورؤية منطقية وتحالف المؤسسات ذات العلاقة من وزارات التربية والتعليم والشباب والصحة والثقافة تحت اشراف حكومي رفيع المستوى لتحسين البيئة التي تنهض بالمستوى الثقافي إذا ما عرفنا ما حصل في مستوى حواراتهم واهتمامتهم بعد ان كان الشباب العراقي من اهم القراء ومتابعي المسرح الجاد ومروجي ثقافة الجمال من غناء ومسرح وسينما ،،،،ويمكن تحديد اولويات اعادة صناعة المزاج الجمعي للشباب ،،، بانشاء مراكز شبابية في المناطق تستقبل افواج الشباب في مختبرات للحوار التشاركي مع وجود صالات عرض وقاعات مسارح باشراف ومتابعة هيئات منظمة تخلق اجواء تفاعلية من مسرح شارع ، ومنتديات تسقطب الافكار وتناقش المشاكل النفسية والمجتمعية عبر حوارات وجلسات علمية .بالاضافة الى دروات تعليم الموسيقى وملتقيات للشطرنج والرياضات الفكرية …

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *