العراقيون – وانا منهم – ميالون الى اضفاء الاجواء السحرية الى واقعهم المعاش ؛ لكي يتجاوزا حراشف الواقع وشظف الحقيقة .حين كنت ببغداد دعاني اكثر من صديق على سحور خرافي في مناطق شتى من بقاع عراقية متابينة طولا وعرضا ؛ دون النظر الى امكانية تلبية طلباتهم بشكل عاجل .. فطور خرافي متبوعا بسحور خرافي لاحق . وهذا ممكن لوان بساط الريح والجن المسخر في الف ليلة ليلة قد تحقق . الليالي مأخوذة – حسب الراحل احمد محمد الشحاذ- في رسالته عن الف ليلة وليلة من(هزار افسانه ) وفق ترجمة دقيقة الالف خرافة . لذلك يبدوالامر مقبولا ويمكن تلبية الدعوة دون تردد . ففي بغداد وحدها 32722 مطعما وهذه احصائية قابلة للتحديث . وقد تضطر الى ازدراد كل لقمة مع ذكر اطراء متصل يسمعه صاحب المطعم الذي يرى فيك سفيرا يمكن ان تروج لمنتجه الذي فيه لكل لقمة حكاية كما هي عناوين مطاعم عمان .

– سفرة دائمة – وبوفيه مفنوح على مد البصر .

كأنه ولا امرأة نادرة في بيتها تطبخ ولا بنت تنفخ فالكل – الا مارحم ربي – خارج منازلهم ينتظرون (مدفع الافطار ) الذي لم يعد صوته يسمع الا على الشاشات ؛ لاادري امايزال هناك طوب امام بناية وزارة الدفاع القديمة ؟

الى عمان قدم الي رسام ومؤسس لاكاديمية يعلم الامريكان الرسم على اسس عصر النهضة ؛ شاء ان يراهن على أنه ادق من الكاميرا مرتين في نسخ تضاريس وجهي عبر صورة ظهرت في حوار أجريته قبل عشر سنوات بالضبط ؛ كنت ابدو فيها اعلى طلاوة واكثر حلاوة بطريقة تسر من رأى .ومن باب امتداح صوغة القادم من كولورادو البهيجة الملونة ؛ قمت بنشر صورتي على صفحتي فكان اول تعليق (خير ياساتر يارب خوما مابيك شي؟وجهك اصفر ؛ هل تعاني شيئا ؟)

الشهم ابو الغيرة العراقية مقيم في بلاد الراقدين وانا في بلاد النشامى في مملكة عبد الله ابن الحسين . يريد اسعافي على الفور فهو يمتلك سيارة مايزال عدداها على الصفر لم تمش مترا واحدا (غمض فتح ) تلقاني قاطعا البيداء لنقلك الى افخر مشفى بعمان .وعبثا احاول صد فزعته الصاروخية بان اصور له اقرب عيادة طواريء على مرمى حجر مني لو قذفت زجاجها لتهشم اجمعه . ومايزال صاحبي يكتب (عد عيناك ) أنا حاضر ابق حيث انت .عندي فيزا لمدة شهر ثق بقدراتي لنجدتك !

هو ذاته من دعاني على سحور خرافي يؤمن بهذا الكرم الخرافي .

الف خروف تحت قدمك بمناسبة سلامتك!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *