استمعت مؤخراً للقاء فديوي (أرسله لي أحد الأصدقاء الأعزاء) مع الشاعر أدونيس، وأعدت الاستماع له ثانية، واستوقفني فيه ذكر غياب ثقافة التسامح في مجتمعاتنا العربية، وأن الدولة الإسلامية الأولى بعد النبي قامت على القبيلة!! وتساءل عن سبب نهاية الخلفاء الراشدين وهم المؤسسون قتلاً؟! وقال تاريخياً لم تتوقف الحروب العربية – العربية على مدى التاريخ قديماً وحديثاً!! وأشار إلى بقاء مجتمعاتنا تحت التراكمات القبلية والانتماءات الطائفية!! وأن ما يجمع هذه المجتمعات المختلفة جذرياً ليس أكثر من توفيق وتلفيق!! وقال إن كل حلولنا كانت أشد سوءاً من المشكلات نفسها!! وحتى ثوراتنا قام بها ناس متطرفون كانوا أشد وحشية من الأنظمة التي ثاروا عليها!! وانتهى إلى أن الحل لا يكون إلا بالقطيعة الكاملة للماضي!!

أقول كل ما ورد من كلام وأفكار للشاعر أدونيس؛ هو وجهة نظر محترمة جداً وقابلة للاتفاق أو الاختلاف مع بعضها أو كلها، ويمكن الاستفادة منها بالإضافة لها توضــــيحاً أو اعتراضاً أو الوصول لأفكار أخرى جديدة ومفيدة ..

أما جوابي الخاص المقرون بالأسف الشديد، فهو: لا يوجد اليوم سوى نخبة قليلة تستمع للمفكرين المصلحين والعقلاء المسالمين في مجتمعاتنا العربية الغارقة في الجهل والفوضى والوحشية!! أما الأغلبية فهي فهي لا تقرأ لهم ولن تسمع بأسمائهم!! وإن سمعت فهي تحاربهم وتشردهم، بل وتقتلهم إذا تعارضت مصالحها مع توجهاتهم الفكرية واقتضى الحال لذلك!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *