منذ اكذوبة تحرير الكويت التي اتخذت وسيلة لتدمير العراق وشل حضارته المتنامية – بمعزل عن نوع النظام السياسي القائم قبل او بعد 2003 – وفقا لوفرة طاقاته البشرية وتاريخه وحضارته وعقيدته فضلا عن خيراته الدائمة المكتشف منها او الذي لم يفصح عنه بعد ..
وقد وعدت قوات الاحتلال الأمريكي باصلاح منظومة الكهرباء بعد ان هدمتها مرتين – 1991 و2003 – دون ان تفعل او تخطوا خطوة بذلك الاتجاه .. ثم وعدت الحكومات العراقية المتعاقبة لكنها أخفقت تماما بإنجاز أي شيء يذكر .. مما اضطر الناس اللجوء كخيار قسري للاستعانة بالمولدات الاهلية المكلفة ماديا واجرائيا وبيئيا… بل حتى اجتماعيا .. ولكن لا بديل عنها في ظل ما تعرض له العراق من إرهاب وعسكرة وفساد وانفلات .. فضلا عن كون أصحاب المولدات لهم فضل كبير على العراقيين برغم الملاحظات المسجلة والشكاوى المتعاقبة .. لكن من خلالهم حصرا تم تزويد الناس بالطاقة باسوء الظروف واحرجها في عز الصيف وبرد الشتاء مما اسهم باستقرار الأوضاع العامة نسبيا .
اليوم مع الامل المعقود على الأستاذ محمد شياع السوداني واعضاء حكومته الموقرة يتجدد حديث الناس عن اول صيف قادم ومتوقع بهبوبه وشدة حرارته وماذا يخبأ لنا من مفاجئات .. فازمتنا الحقيقية تتمثل بستة اشهر اثنين منها في الشتاء واربع بالصيف – والحدث هنا عن المواطنين – فيما بقية الأشهر تمضي على مضض وصبر وامل ..

وقد سمعنا عن إجراءات حكومية وتشكيل لجان بدات تتحرك لمتابعة المولدات الاهلية والضغط عليها لتحسين الأداء .. وفقا لتجارب عشرين سنة خلت .. نعتقد ان التهديد والوعيد وتشكيل اللجان لا قيمة له ، فقد جربت وفشلت فشلا ذريعا .. في ظل بلد الحكم والحد فيه يقام على المواطنين العُزل .. اما أصحاب القوة والعلاقات المتشابكة ومرجعيات القوة السائدة في عراق اليوم من قبيل ( حزب او كتلة او قوة مسلحة او عشيرة ) او … غير ذلك مما هو معروف ومتحكم . فلا سلطان لهم عليه .
الحل هنا يكمن بملفين خارجي سياسي بحت لا يحل الا عبر التفاهم مع أمريكا والقوى الاقليمية المؤثرة ويجب ان يكون على أساس صنع الطاقة عراقيا بعيدا عن شرائها من دول الجوار .. اما الملف الداخلي فلا حل الا عبر التفاهم والضبط وتبادل المنفعة بين الحكومة وقوى المولدات الاهلية .. وذلك يتم عبر الاتفاق بين الكهرباء الوطنية والمولدات على عدد ساعات تزويد الطاقة لكل منهم بشكل منضبط لا يقبل التسويف .. ويكون فيه الردع والتكريم قائم على قدم وساق وبقوة ..
فاذا تعهدت الحكومة بتزويد المواطنين بشكل ثابت ومستقر وعبر جدول ثابت معلوم للجميع – كما كان معمول به قبل 2003 – بتقديرات واقعية بلا مبالغة وتهويل .. على ان يتعهد أصحاب المولدات أهلية بتزويد بقية الساعات بأسعار موحدة مثبتة حكوميا وتعلن بجميع وسائل الاعلام ويطلب من جميع الأجهزة الحكومية العاملة بالقرب من المولدات متابعة ذلك وفتح اتصالات مباشرة مع المواطنين وعقد ندوات مستمرة أسبوعية ونصف شهرية مع أصحاب المولدات من خلال الوسائل المتاحة وباشراف حكومي للتاكد من ضبط إيقاع التنفيذ . عند ذاك يمكن تلمس واقع كهربائي افضل بالصيف المقبل .. !

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *