لا‭ ‬توجد‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬خطط‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تواكب‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬سريعة‭ ‬للغاية،‭ ‬بشأن‭ ‬التخلي‭ ‬التدريجي‭ ‬والمبرمج‭ ‬عن‭ ‬ملوثات‭ ‬الجو‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬المتداول‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المختلفة‭. ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬خطير‭ ‬وليس‭ ‬سهل‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فالسيارات‭ ‬جميعها‭ ‬تسير‭ ‬بوقود‭ ‬البنزين‭ ‬والديزل،‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬لوضع‭ ‬خط‭ ‬نهاية‭ ‬منظور‭ ‬لاستيراد‭ ‬السيارات‭ ‬ذات‭ ‬الوقود‭ ‬العادي‭ ‬عالي‭ ‬التلويث،‭ ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬البيئة‭. ‬والجواب‭ ‬الجاهز‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تساؤل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬هو‭ ‬أين‭ ‬استقرار‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬وكميته‭ ‬المتوافرة‭ ‬للمنازل‭ ‬والاشغال‭ ‬العامة،‭ ‬لكي‭ ‬نوفره‭ ‬للسيارات؟

لكن‭ ‬المسألة‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬الى‭ ‬مجالات‭ ‬حيوية‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولابدّ‭ ‬من‭ ‬اصلاح‭ ‬أوضاع‭ ‬الطاقة‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬التلوث،‭ ‬ليس‭ ‬لمصلحة‭ ‬البلد‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنّما‭ ‬لأنَّ‭ ‬الآفات‭ ‬البيئية‭ ‬لا‭ ‬تحدّها‭ ‬حدود،‭ ‬وسريعة‭ ‬الانتقال‭ ‬في‭ ‬آثارها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬أنحاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الكوكب‭.‬

الخطر‭ ‬يسير‭ ‬نحو‭ ‬العالم‭ ‬بخطى‭ ‬قافزة‭ ‬وعملاقة،‭ ‬ونحن‭ ‬نتفرج،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬البلدان‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬الشروط‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬عديدة،‭ ‬استشعرت‭ ‬الخطر‭ ‬الداهم،‭ ‬ونراها‭ ‬اليوم‭ ‬تجتمع‭ ‬تسع‭ ‬من‭ ‬حكوماتها‭ ‬الأوربية‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬قمة‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تكريس‭ ‬استثماراتها‭ ‬المشتركة‭ ‬وخططها‭ ‬الوطنية‭ ‬الطموحة‭ ‬بزيادة‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الشمال‭ ‬عشر‭ ‬مرات،‭ ‬وهو‭ ‬تحد‭ ‬صناعي‭ ‬هائل‭ ‬لتسريع‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأوربية‭ ‬وتدرك‭ ‬أهميته‭ ‬تلك‭ ‬الحكومات‭. ‬وقريبا‭ ‬منهم‭ ‬مدّت‭ ‬بريطانيا‭ ‬الكيبل‭ ‬الكهربائي‭ ‬لسحب‭ ‬الطاقة‭ ‬المولدة‭ ‬من‭ ‬الرياح‭ ‬في‭ ‬هولندا‭ ‬لتغذية‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬منزل‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬ولا‭ ‬نستبعد‭ ‬ان‭ ‬تتحول‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭ ‬الى‭ ‬وقود‭ ‬للسيارات‭ ‬بشكل‭ ‬او‭ ‬بآخر،‭ ‬وتسير‭ ‬العجلات‭ ‬بالهواء‭ ‬بحسب‭ ‬الاستعاضة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬طواحين‭ ‬الرياح‭ ‬والتيار‭ ‬الكهربائي‭. ‬وحين‭ ‬نقول‭ ‬لأحدهم‭ ‬بأنَّ‭ ‬السيارات‭ ‬ستسير‭ ‬بالهواء،‭ ‬فإنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬تشبه‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬بأنَّه‭ ‬سيأتي‭ ‬يوم‭ ‬يصعد‭ ‬فيه‭ ‬الانسان‭ ‬الى‭ ‬القمر،‭ ‬وقد‭ ‬صعد‭ ‬ثمّ‭ ‬هبط‭ ‬بالفعل‭ ‬هناك‭.‬

عملية‭ ‬الانتقال‭ ‬الى‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية‭ ‬تخص‭ ‬البلد‭ ‬كله،‭ ‬ولكنّها‭ ‬مسؤولية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تعضيد‭ ‬تشريعي‭ ‬عبر‭ ‬القوانين‭ ‬الساندة،‭ ‬بل‭ ‬انَّ‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬كونها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بمصير‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬الخمسين‭ ‬سنة‭ ‬المقبلة،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬مؤهلة‭ ‬لتكون‭ ‬نصاً‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬تعديل‭ ‬يجري‭ ‬عليه‭.‬

مَن‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الحكومي‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الكوني‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬صلبه؟‭ ‬كيف‭ ‬يجري‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬وحقول‭ ‬الطاقة‭ ‬والربط‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬صناعية‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬الانتقال‭ ‬الى‭ ‬عالم‭ ‬جديد،‭ ‬يتنفس‭ ‬الانسان‭ ‬فيه‭ ‬سموماً‭ ‬أقل؟

لا‭ ‬أحد‭ ‬ينتظرنا،‭ ‬علينا‭ ‬اللحاق‭ ‬بالسائرين‭ ‬الى‭ ‬أمام

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *