لاندخل النظرية العرفانية السائدة والتي خصّصت بنودها في علم النفس واللسانيات والأنثربولوجيا، بالشكل التوسيعي، بقدر ما سنكون ضمن العلاقة النصّية مع العرفانية ونظرية التصوّرات العرفانية؛ فالأنشطة الذهنية كثيرة، ولكن الذي يهمّنا في موضوع المعنى والعلاقة الناتجة بين نشاط الذهن والنصّ الشعري، يجعل المستوى العرفاني من نصيب البعد الدلالي، فالنشاط الذهني المستخدم من عملية الانتباه، والإدراك، والتفكّر، والتذكّر، يعتبر ضمن أنشطة التفكير الذهني التي ترافقنا في موضوع التصوّرات في الوقائع الذهنية لدى الشاعر .
إن البنية التصوّرية، من البنى الثرية في حشد وتقويم المهام الممتدة؛ من قدرات تعبيرية وإدراكيات، من أدنى الأشياء، إلى أعلى الأشياء، وأدنى تلك الأشياء الملاصقة للشاعر هو ( المحسوس )؛ ويعتبر النصّ الشعري واحد من تلك المهام الممتدة كأعلى شيء نصله ضمن تصوّرات الشاعر، ولكن ضمن مفاهيم دلاليّة مرتبطة بالمعاني التي يحويها النصّ، فيكون للنصّ الشعري امتداده الدلالي ضمن العرفانية التي ندخل أبوابها. ( ينبغي أن تكون الأبعاد التصوّرية متوفّرة بعدُ لدى المتعلّم. ولن يتعلّم المرء مثلاً التمييز بين الألوان، إذا كان ذهنه لايوفّر بعداً مفهومياً يتمثّل بموجبه ذهنيّاً التمييز بين الألوان. فوجود مثل هذه الحقول المفهوميّة، وليست الفروق الدقيقة بينها، هو الذي ينبغي أن يكون محدّداً فطرياً بواسطة قواعد سلامة البنية التصوّرية. ” – علم الدلالة والعرفانية – ص 70 – راي جاكندوف – ترجمة وتقديم : عبد الرزاق بنور – وزارة الثقافة، المركز الوطني للترجمة، تونس، 2010 ” ). وتتنامى المفاهيم التصوّرية بما يخصّ النصّ الشعري، حيث أن المكامن الذاتية تخرج عندما يكون الشاعر في حالة من حالات الأفيون التأسيسي للنصّ.

..
من إحدى المعاينات النصّية

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *