لعل الكثير لا يعلم بأن مستشفى الحجة في كربلاء هو أحد المشاريع التي تندرج ضمن نشاطات مؤسسة الإغاثة والتنمية بإشراف السيد مرتضى القزويني.
هذه المؤسسة إضافة لمشاريعها المتعددة في كربلاء، توجد لها فروع في بغداد والنجف وبعض البلدان التي تسكنها الجالية المسلمة من اتباع أهل البيت العراقيين وغيرهم.
في الآونة الأخيرة أثيرت بعض الشبهات حول هذا المستشفى من ناحية كونه خيري حسب ما عرف عنه او ربحي كما نقل عن بعض ورثة العقار الذي أسس عليه بعد استعانتهم بأحد الإعلاميين.
إن آلية تناول هذا الموضوع والتعاطي معه إعلاميا ومن على مواقع التواصل الاجتماعي، توحي بشكل أو بآخر بعدها عن الموضوعية وعن صدقية البحث عن الحقيقة.
هنالك العديد من المفاهيم المبهمة التي يجهلها عامة الناس بحاجة إلى تفكيك ليسهل طرحها على الرأي العام وتمييز مساحاتها قبيل الخوض بتفاصيلها من الناحية السلبية أو الإيجابية، ومنها مصطلح الربحي والخيري وهو محل الإشكال حول عدد من مشاريع المؤسسة التي يشرف عليها السيد القزويني.
بمقارنة بسيطة بين واقع المستشفيات الأهلية في بغداد والبصرة وغيرها من المحافظات، نجد ان واقع مستشفى الحجة مختلفا عن غيره.
حيث أفاد بعض أهل الاختصاص من العاملين بعدد من المشافي الأهلية أن واقع الأسعار هناك يفوق ما اشيع عن مستشفى الحجة بكثير، حيث ان
العمليات (اللوكال _ الصغرى_ الوسطى _فوق الكبرى _ الخاصة) بالمجمل تصل التكلفة ٥ _٦ مليون دينار عراقي عدا أجور الطبيب و المخدر وكادر الصاله والرقود وهذا من غير العلاج خصوصا في مستشفى الموسوي و المواساة
أما في السعدي و الاميرات تبلغ تكلفة العملية الخاصة ٤ مليون تقريبا
العملية فوق الكبرى تبلغ تقريبا ٤ مليون في مستشفى الموسوي و المواساة
و ٣_٤ في مستشفى السعدي والاميرات
العملية الكبرى تفوق ٢ مليون
و الصغرى مليون الى مليون ونص
وأما الإجراء الموضعي فتكلفته ٥٠٠ الف تقريبا
كشف الطبيب ٢٥ الف دينار
وبطبيعة الحال كل مؤسسة صحية أهلية لها سياستها الخاصة
فمثلا عملية إزالة الورم الدماغي و تثبيت فقرات تبلغ ٥ مليون وهنا يكون المريض تحت رحمة الجراح من ناحية التخفيضات البسيطة.
اما الفحوصات الاخرى كالرنين فحسب العضو
الراس تقريبا ١٥٠ الف
الظهر كله ب٣٠٠ الف
الفقرات القطنيه او العنقيه ١٢٥ الف
مستشفى الموسوي والمواساة
الرنين ١٧٥ الف
عمليات الولادة القيصرية ٢ مليون
عمليات الظهر ٧ مليون
سونار عادي ٢٥
سونار ملون ٥٠ الف.
هذا ما يتعلق بواقع مستشفيات البصرة الأهلية اما بعض المدن المجاورة فقد أفاد عددا من منتسبيها أن عملية استخراج الطلق الناري والحوادث الطارئة كحوادث السير وغيرها تصل الى قرابة ال ٦ مليون بينما تبلغ كلفة العمليات القيصرية الى قرابة ٢ مليون.
اما واقع مستشفى الحجة وحسب تصريحات المسؤولين عنه لبعض الفضائيات فهناك تميزا واضحا عن غيره من ناحية الأجور ونوعية الخدمات وعلى النحو التالي.
_ يعمل في هذا المستشفى قرابة ٧٠٠ عامل اي بمعنى أنه ساهم بتوفير ٧٠٠ فرصة عمل ل ٧٠٠ عائلة
_مجانية الفحص لمدة ٦ سنوات من الساعة العاشرة صباحا الى الثالثة عصرا ليوم الثلاثاء.
_تسعيرة الكشفية كحد اعلى تبلغ ١٢ الف دينار
_فحص الرنين ٧٠ ألف دينار عراقي
_بلغت مجموع التخفيضات لخمس سنوات فقط حسب الوثائق ماقيمته مليار و٤٠٠ مليون.
_بلغت قيمة الخدمات المجانية ٢ مليار دينار عراقي .
_المستشفى يقدم قرض حسب ضوابط معينة بلا فائدة إذ بلغت قيمة الأموال الممنوحة من خلال هذا القرض ٢ مليار و٧٠٠ مليون وهذا مالا وجود له في بقية المؤسسات الصحية الأهلية او الحكومية.
أما من ناحية النفقات التي تصرف من المستشفى فحدث ولا حرج من حيث أجور الأخصائيين والعاملين وأجور الماء والكهرباء وغيرها لدرجة أنها لا تتناسب مع الواردات مطلقا ونفس الواقع يمكن تصوره على مدارس الأيتام التي ترعاها المؤسسة حيث أكد أحد العاملين بإحدى المدارس أن المدرسة تنفق سنويا قرابة ١٥٠ مليون دينار عراقي في حين ان وارداتها تبلغ ٢٢ مليونا فقط.
وهذا الحال يعيق استمرار تلك المؤسسة بتقديم خدماتها للفئات المستهدفة مالم تعتمد موردا آخرا، ولا سبيل لذلك غير الاعتماد على تبرعات المحسنين أو استيفاء مبالغ معينة من من الطلبة الميسورين من غير الأيتام الذين ترعاهم المؤسسة بمجالات أخرى غير الدراسية كصرف رواتب شهرية لهم ومجانية علاجهم في المستشفى وتخصيص خطوط نقل مجانية من دورهم إلى المدرسة وبالعكس ناهيك عن الملابس ووجبات الطعام التي تقدم بين حين وآخر.
يبقى السؤال هنا للأقلام التي إستتزفت الجهد والوقت في محاكمة مؤسسة الإغاثة والتنمية ومن يتولى شؤونها باعتبارها أحد منظمات المجتمع المدني الخاضعةلضوابط القانون العراقي النافذ عليها وعلى غيرها.
هل حصل مثل هكذا تعاطي مع بقية منظمات المجتمع العراقي العاملة في الساحة العراقية؟.
وهل تناهى لمسامعكم ان مؤسسة ما لديها كل تلك الإمدادات في الواقع العراقي ولديها نفس المشاريع والأنشطة التي عملت عليها مؤسسة الإغاثة والتنمية؟.
وهل تم تتبع الذوات القائمين عليها ومعرفة خلفياتهم الفكرية والبحث على مصادر تمويلهم كما حصل مع السيد القزويني وعائلته؟.
نعم ولكي لا نصادر الجهود ونبخس حقوق الآخرين، يوجد في العراق عدد لا يستهان به من تلك المنظمات، لكن ما هو تأثيرها في المجتمع؟!، وما هي خدماتها للعنواين التي تتخذها شعارا لانشطتها؟.
يشير الواقع لتشابه الانشطة لأغلب المسميات التي تندرج ضمن واقع المؤسسات المدنية ومحدودية تأثيرها وتحكم الجهات الداعمة بسياساته وآلياته،
اذن ان تلك الأنشطة لا تتعدى دورات خجولة لتعليم فن الخياطة والتطريز لعدد معين من النساء او زج بعض الشباب في دورات فن القيادة وربما كانت بعض المؤسسات ترفع عناوين فضفاضة لا تناسب واقعها البشري واللوجستي كمكافحة المخدرات والحد من تفشي الرشوة وغيرها من المحاولات التي تعد بمثابة إسقاط فرض على كوادر هذه المؤسسة او تلك دون أي أثر ملموس في الواقع.
ولو فرضنا ان مؤسسة ما ساقها القدر لتكون صيدا سهلا لإعلامي يدعي الحرص والوطنية، هل سنشهد تفاعلا منقطع النظير من قبل عامة الناس ليتخذوه غرضا لسهامهم دون تروي أو الاحتكام للرأي والرأي الآخر كالذي حصل مع السيد القزويني أم ان لزي رجال الدين نكهة مختلفة عن سواه في النقد والتجريح والاتهام بلا دليل؟.