كان يتعب من اجلنا ، يشرح الدرس ويعيده ويسال و يجهد نفسه ، من اجل ايصال المعلومة والفكرة ، درسنا وتعلمنا منه بان للنجاح قيمة و معنى ، كان يسعى دوما ان ينور لنا الطريق ويسهل علينا فهم الدرس ، لكي يحول حياتتنا من الجهل والطلام الى النور والمسقبل المشرق ، لقد ترك في نفوسنا وعقولنا اثرا طيبا خالدا ، لم ولن ينسى مدى الحياة ، فمهما ابعدتنا عنه الايام والمسافات فهو باقي في ذاكرتنا وعقولنا ، انه المعلم الذي هو المدرس والمربي والاب والاخ والصديق ، صانع الاجيال وحامل سارية العلم والمعرفة.
هناك حكاية معبرة متداولة ، سمعناها من اليوتوب ، تعبر عن تقدير و وفاء النلاميذ والطلبة لمعلمهم الذي سبق له ان علمهم و درسهم واصبحوا اليوم فاعلين في المجتمع ، ومفاد الحكاية مايلي :
مواطن عراقي مقيم في لندن . اسمه الدكتور ضياء كمال الدين ، يعمل استشاري امراض القلب في المستشفى الملكي في لندن ، غادر العراق قبل 15 عاما ، ثم عاد الى ارض الوطن بعد مضي هذة المدة الطويلة من الغربة ، وعندما علمت وزارة الصحة العراقية به ، قررت ان تقوم بتكريمه لابداعه في عمله الطبي في بريطانيا ، حيث تم تبليغه بالحضور الى قاعة التكريم حسب المكان والموعد المحدد في الدعوة ، وحين وصوله الى باب قاعة التكريم ، لفت انتباه بائع الجرائد المسن يقف امام باب القاعة ، وقال مع نفسه ، بان وجه بائع الجرائد العجوز ليس غريبا علي حيث اني رايته من قبل ، وعندما دخل الدكتور كمال الدين القاعة جلس وبدا يفكر مع نفسه ، اين رايت هذا المسن بائع الجرائد ، ثم تذكره ، في هذا الاثناء نودي عليه لكي يعتلي منصة التكريم ، الا انه خرج مسرعا الى باب القاعة ومسك بيد بائع الجرائد الذي بدا خائفا وهو يردد استاذ والله بعد ما اوقف امام القاعة ، الا ان الدكتور كمال الدين قال له لاتخاف يا استاذ ، واخذ بيده الى منصة التكريم ، وقال له انك مدرس اللغة العربية في الاعدادية المركزية في بغداد ، فرد عليه بائع الجرائد : نعم انا مدرس اللغة العربية في الاعدادية المركزية ، قال الدكتور كمال الدين انت درستني اللغة العربية في الاعدادية المركزية في بغداد ، ثم قبل يده واحتضنه وقبل راسه وسط تصفيق الحضور في القاعة… حقا انه الوفاء للمعلم الذي يعد منارا للاجيال وراعيا للعلم والخلق الرفيع.