قبل يومين كتبت مقال حول اثر الكلمة السيئة في مواقع التواصل الاجتماعي وتداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع، موضوعنا اليوم ليس ببعيد عن هذا الجانب بل هو أسوء منه بكثير إلا وهو نشر الفيديوهات والمقاطع الفاضحة المقصودة لجرائم الاعتداء الجنسي لتحقيق مآرب واهداف مريضة ليس أخرها هو فضح الضحية وعائلته من جانب وتحقيق نشوة الشخصية السايكوباتية المريضة بكل ما تحمله من قسوة واجرام وغياب تام للندم … نعم ان الجرائم تحدث وترتكب في كل بقاع الأرض فهذا هو واقع حال النفس البشرية والصراع بين الخير والشر كما جاء في قوله سبحانه تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم: ونفس وما سوئها ,فألهمها فجورها وتقواها ) . لكن ما يؤلم وما يندى له الجبين هو ارتكاب الجريمة وفضح الضحية المجنى عليه في آن واحد والمؤلم اكثر مع الأسف هو الاشتراك العشوائي المبرمج وغير المبرمج من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في اشاعة الفعل ونشر الفضيحة سواء من خلال المشاهدة او الإعجابات وغيرها من سلوكيات استخدام هذه المواقع
قبل ثلاثة أيام انتشر وبشكل جنوني مقطع اعتداء جنسي وحشي على طفل مسكين حيث تناقلت المواقع والتطبيقات هذا الجرم المشين ووصلت المشاهدات إلى أعلى أرقامها متناسين ما سببه هذا الانتشار من نتائج وخيمة على الضحية واهله وعشيرته .
ملاحظاتي كمتابع ومستخدم ورجل امن لما حدث تتلخص في التالي
١- عتب كبير على عدد من صانعي المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناولوا الموضوع بقصد التعاطف مع الضحية ولكنهم دون أن يشعرون أو يدركون وجّهوا رصاصة الرحمة للمجنى عليه من خلال نشر صوره واسمه وتفاصيله أثناء هذه المحتويات
٢- على كل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عند مشاهدة مثل هكذا مقاطع المباشرة بالتبليغات من اجل حذف المنشور دون كتابة اي تعليق
٣- بالتأكيد الأخوة في هيئة الأعلام والاتصالات متابعين من خلال رصدهم اليوم لمثل هكذا محتويات ودون شك يقومون بما عليهم في التنسيق مع شركات السوشل ميديا وحذفها ، وما نتمناه هنا هو السرعة القصوى في الحذف قبل الانتشار
٤- سرعة تفاعل اجهزة إنفاذ القانون بالتنسيق مع القضاء الموقر في عملية إلقاء القبض على مرتكبي الجرم ومروجي هذه المقاطع
٥- تكثيف اشاعة الثقافة القانونية وأخلاقيات وضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق مختلف فعاليات المجتمع والجهات ذات العلاقة وخاصة منظمات المجتمع المدني والنقابات المعنية
واختم ما في جعبتي بحديث رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته )
والله من وراء القصد .