ابو ظبي /علاء الخطيب

 

 

نزار قباني صنع حداثة شعرية خاصة به

 

نزار قباني افضل دواوينه قالت لي السمراء وطفولة نهد .

 

نزار قباني اهتم بتفاصيل النساء اكثر من اهتمامه بتقنية الشعر .

 

نازك الملائكة كتب الشعر الشعبي قبل الفصيح

 

نازك الملائكة سميت بهذا الاسم تيمنا ً بالثائرين السورية نازك العابد.

 

نازك الملائكة هربت من العراق واختلفت مع الشيوعيين والبعثيين وماتت في امريكا

 

ابو ظبي /

علاء الخطيب

 

على مدى ساعتين متواصلتين عاش رواد معرض ابو ظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 32 بصحبةشاعرين كبيرين هما نزار قباني ونازك الملائكة .

 

وتحت ظلالهما الشعرية الوارفة ، ومن واحة الجمال التي تركها لنا نحن عشاق العربية تجولنا في ثنايا ارواحهم ودخلنا معهم عالم الرومانسية والعشق والغناء والموسيقى .

 

قدمت هذه الامسية الاعلامية القديرة بروين حبيب قالت :

 

سميت بنارك تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد التي قادت الثوار السوريين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة 1923.

 

تعرفنا على الشاعرة العراقية ورائدة الشعر الحر نازك الملائكة من خلال احد اهم العارفين بها وهو خالها منير الملائكة الذي حدثنا عن حياتها وطفولتها وعائلتها ، وكيف استنشقت الشعر وهي في بواكير عمرها .

 

قال منير الملائكة وهو يتذكر مدارج الطفولة معها : لقد دخلنا الروضة سوية وهي اول روضة للاطفال فتحت في بغداد، وكانت شغوفة بكل التفاصيل التي تدور حولها .

 

نشأت في بيت يتغذى و يتنفس الشعر ، فأمها شاعرة وجدتها شاعرة تنتمي لعائلة بغدادية أصيلة ” بيت كبه “وخالها الاكبر” جميل ” شاعر وابوها باحث وتربوي . وهذا يعني ان محيطها كان ادبياً بامتياز . تخرجت من معهد المعلمين ودرست الموسيقى بعد ذلك .

 

ويقول ان لقب الملائكة جائهم بعد قال فيهم الشاعر العراقي ” عبد الباقي افندي العمري ” ابيات ذكر فيها انبيتهم تنزل فيه الملائكة لكثرة الشعراء فيه ، وهم بالاصل من عائلة الچلبي .

 

ويضيف خال الشاعرة الملائكة ان ” نازك كتبت الشعر الشعبي « العامي» على وزن الاغاني العراقيةالقديمة .

 

اتذكر مرة سافرنا الى مدينة سامراء عاصمة العباسيين والقول للاستاذ منير الملائكة ، ذهبنا لزيارة احدالمراقد هناك كانت نازك قد كتب لنا قصيدة بمدح النبي على لحن الاغنية الشعبية العراقية ” يا هل خلگ منْشاف ولفي وعرفه” وكتب (يا هل خلگ من زار قبر المصطفى )

 

ويسرد الملائكة علاقة. الشاعرة الكبيرة مع السلطات وسبب هروبها من العراق ابان حكم الرئيس عبد الكريم قاسم وسيطرت الشيوعيين ، فهربت الى القاهرة واحتفى بها الرئيس جمال عبد الناصر وعاشت في القاهرة.

 

وعادت للعراق ، واختلف مرة اخرى مع البعثيين في زمن الرئيس صدام حسين وهربت للكويت ودرست هناك وبقيت فترة من الزمن.

 

إلا ان العلاقة بين نازك الملائكة والسلطة ورغم تعثرها كانت الحكومة العراقية تقدر قيمتها الوطنية ، كمايقول الاستاذ منير: ففي مرض والدة الشاعرة ونقلها الى لندن للعلاج التحقت نازك بها وقبل وصولها الى لندن وصلت برقية من الخارجية العراقية توصي السفارة العراقية في لندن بتهيئة ما تحتاج عملية والدتها و كذلك استقبالها والوقوف على متطلباتها.

 

ثم غادرت الى امريكا ودرست هناك ودرَّست هناك بمساعدة احد الاساتذة الامريكان .

 

وحين طرح سؤال على الاستاذ منير الملائكة حول اهم ما يميز الشاعرة الملائكة قال : انها كانت تنتقي صديقاتها بعناية ،

 

وحين سئل الناقد الادبي اللبناني عبده وازن عن المشترك بين نازك ونزار قباني قال : يجمعها تاريخ ميلاد واحد . واردف وازن بالقول ان

نزار قباني شاعر كبير له جمهور ، صنع حداثة شعرية خاصة به ، لكنه اهتم بتفاصيل النساء اكثر من اهتمامه بتقنية الشعر .

 

انه شاعر ذكي عرف كيف يستفيد من عصر النهضة الاوربي وحول كثير من التجارب في تلك الفترة الى افكار شعرية ، فهي اخذ من عمر ابن ابي ربيعة وحتى عمر ابو ريشه .

 

يعتبر شعره السياسي شعارات لمرحلة معينة.

 

يقول وازن : لم يعد القراء يقرأون شعر نزار قباني” فقد تراجعت مبيعات دواوينه حسب الاحصائيات،وارجعت الدار التي كان نزار يتعامل معها اعطت حقوق الملكية الى عائلته، وعائلته منحت هذه الحقوق لدار نوفل ومن اجل رفع المبيعات والتسويق عمدوا الى اصدار جديد تحت عنوان مختارات من شعر نزار قباني .

 

الناقد الادبي عبده وازن الذي اعتبره الحاضرون في الندوة انه كان قاسيا في نقده لنزار ، واحيانا قالوا انه متحامل عليه .

 

يقول وازن :

 

المرحلة الاولى من شعر نزار كانت افضل لانه كان يهتم باللغة وفنية الشعر وحرفيته دواوينه السابقة ” قالت لي السمراء” و ” طفولة نهد ” لرأينا بوضوح أن نزار تراجع في شاعريته ، فيما بعد.

 

ولابد لنا ان نقول ان كاظم الساهر ساهم بشكل كبير من عودة نزار بقوة لجماهيريته ، فكان الساهر بحق رافعة قوية لشعر نزار واضاف

 

شعر نزار مليء بالاحساس والمباشرة ، فقد خاطب الناس دون حدود ، ويحسب له انه صالح الحداثة مع الجمهور .

 

ويعلق وازن ان نزار كان يناقض نفسه في كثير من المواقف.

 

فقد هاجم الخليج لكنه قبل ان بأخذ جائزة العويس .

 

وفي سؤال اخير عن نازك قال الناقد عبده وازن : ان نازك طرحت هواجس المرأة العربية ، و تحدت السطوة الذكورية للرجل الشرقي ، لكنها كانت شاعرة رومانطيقية ، اي تهرب من الواقع لتعيش في عالم الخيال .

 

وقال ان نازك في بداياتها رفضت شعر التفعيلة لكنها عادت اليه وهذا خلق نوع من التوازن لها .

 

لم يوافق الجمهور ما قاله عبده وازن ، عن القباني والملائكة . واعتبر ذلك رأيه الخاص بالشاعرين .

 

واختتمت الامسية الجميلة ونحن بصحبة نزار ونازك على انغام العود بانامل العازف المقتدر توفيق رزيق وصوت الفنانة جاهدة وهبة .

 

التي ابدعت في اداء اغاني نجاة وعبد الحليم من شعر نزار ، وكما يقال ختامها مسك ، كانت ايقونة الامسية الاعلامية المعروفة بروين حبيب تشنف اسماع الجمهور بصوتها الندي وكلمات نزار الرقراقة ، انتهت الامسية ، وبقيت كلمات نزار ونازك تحوم حول ارواح الحضور .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *