أكثر من 1.300 جهة عارضة من 90 بلداً مع ألمع المثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين وكبار الناشرين العرب والعالميين.
أبو ظبي: ظافر جلود
تشهد الدورة الـ 32 من «معرض أبو ظبي الدولي للكتاب» الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي من 22 حتى 28 مايو في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ما يزيد على 2.000 فعالية متنوعة.
ويشارك في الحدث أكثر من 1.300 جهة عارضة من 90 بلداً إلى جانب مجموعة من ألمع المثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين وكبار الناشرين العرب والعالميين. ويوفر المعرض باقة من التجارب المهنية والثقافية والفكرية والتعليمية والترفيهية، من برامج الشركاء وفعاليات توقيع الكتب، وورش العمل الإبداعية، إلى العروض الفنية والموسيقية الحية.
وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “نحن نحتفل اليوم بمرور أكثر من ثلاثة عقود على تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، هذا الحدث الثقافي الرائد للإمارة، والعنصر المهم في الرؤية الإستراتيجية لإمارة أبوظبي، التي تعتبر أن الصناعات الثقافية والإبداعية محفّزات رئيسة للنمو والتنوّع الاقتصادي والاجتماعي فيها.
ونحن على ثقة أنّ المعرض في دورته هذا العام سيؤثر إيجابياً على قطاعات النشر الإقليمية والدولية، حيث يقدم فرصاً وشراكات جديدة مع صناع وقادة النشر من جميع أنحاء العالم.”
وبدوره، أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أنّه وبينما نحن نحتفي بمرور أكثر من ثلاثة عقود على انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب، نؤكد نجاحه في ترسيخ مكانة الإمارة العالمية كحاضنة للإبداع والمبدعين في المجالات كافة، ويعزز حضورها الدولي كعاصمة ثقافية رائدة تجتمع على أرضها مختلف الثقافات والحضارات للتلاقي والحوار البنّاء الذي يدفع باتجاه إثراء الحِراك الثقافي المحلي والإقليمي والعالمي على حدّ سواء. وفي هذه الدورة سنعمل على إحياء شغف الجمهور بالكلمة المكتوبة وتمكينهم بالمعرفة والإبداع إلى جانب العمل على تسهيل نمو وتطور قطاع النشر. فهذه الدورة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب ستؤكد على دور الثقافة والكتب في النهوض بالمجتمعات وبناء جسور التواصل بين
جميع الثقافات والحضارات باعتباره الرهان طويل الأمد، إلى جانب تسلّيط الضوء على ألمانيا الدولة ضيف الشرف احتفاءً بتعاونها الثقافي والفكري مع العالم العربي.
واضاف بن تميم: «كما يجسد معرض أبو ظبي الدولي للكتاب مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» التي أكد فيها بأن الكتاب هو وعاء العلم الحضارة والثقافة والمعرفة والآداب والفنون والأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها، وإنما تقاس بأصالتها الحضارية والكتاب هو أساس هذه الحضارة والعامل الرئيس على تأكيدها، وحينما نتمثل جميعا هذه المقولة كأنها توحي لنا بأننا ونحن نتحدث عن الكتاب نتحدث عن منظومة إبداعية». وأضاف: «تحتفي هذه الدورة بمفهوم «الاستدامة» كفكرة محورية، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة 2023 عاماً للاستدامة، وقبيل استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) خلال شهر نوفمبر 2023، حيث تحتضن فعاليات وجلسات نقاشية حول الاستدامة بمفهومها الواسع، مع التركيز على الاستدامة في صناعة النشر».
ويشارك في دورة هذا العام نخبة من أبرز الشخصيات الثقافية والأدبية المرموقة على المستويين العربي والعالمي، الذين سيشاركون في أكثر من 400 فعالية ثقافية، تضم جلسات وندوات فكرية وأدبية، تجمع حولها نخبة من أبرز الأدباء، والكتّاب، والمفكرين العرب والعالميين، واثنين من الحائزين على جائزة نوبل، الذين يسلطون الضوء على جملة من المعارف المتنوعة في حقول تثري تجربة الزوّار، وتنمّي حصيلة معارفهم ومداركهم، إلى جانب الأمسيات الشعرية لعدد من الشعراء، وحفلات توقيع كُتب لـ 80 مؤلفاً.
• تركيا والعالم العربي
يرحب «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» بالجمهورية التركية ضيف شرف دورته الـ32 ببرامج وفعاليات وندوات تبحث التبادل الثقافي بين تركيا والعالم العربي، وسبل تعزيز الحوار بينهما. ويتناول البرنامج تاريخ الأدب التركي، والشعر العربي والتركي، والترجمات الأدبية بين اللغتين، ويمنح الزوّار فرصة المشاركة في الحوارات والندوات حول موضوعات عدة منها «النساء تغيّر قواعد اللعبة» و«الفلسفة للأطفال» و«ثقافة الطهي التركية»، والاستماع إلى مؤلّفين مشهورين مثل بشير أيفاز أوغلو، ومحمد حقي صوتشين. ويضم الجناح التركي الخاص عدداً من أبرز الناشرين والشركاء، من بينهم وزارة الثقافة والسياحة التركية وغرفة تجارة إسطنبول.
• المؤتمر الدولي للنشر
من جهة أخرى، يعقد «المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية» فعاليات دورته الثانية يومي 21 و22 مايو في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض بالتزامن مع «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، مسلطاً الضوء على أحدث التوجهات في قطاع النشر وتطوير المحتوى العربي والصناعات الثقافية والإبداعية عبر سلسلة
من العروض التقديمية وحلقات النقاش وفعّاليات التواصل وورش العمل، مع التركيز على موضوع «تطويع السرد القصصي».
ويبحث المؤتمر أدب الخيال العلمي العربي والتعليم الترفيهي والتقنيات الناشئة، ويرحب بنخبة من المتحدّثين في مجال القصص المصوّرة والذكاء الاصطناعي.
• مفكرون عالميون
سيتمكن زوار المعرض من الاستماع إلى عدد من المفكرين والأدباء والفنانين العالميين، بمن فيهم مات ريدلي، مؤلّف كتاب «المتفائل العقلاني» وكتاب «كيف يعمل الابتكار»، وخبيرة أخلاقيات التكنولوجيا د. كاريسا فيليز، التي تتناول في محاضرتها كيف نحافظ على خصوصياتنا في عالم التكنولوجيا، والمخرج علي تبريزي، الذي يتحدّث عن فيلمه الوثائقي «مؤامرة على البحار»، المُصنف ضمن أكثر 10 أفلام وثائقية مشاهدة على شبكة نتفليكس في 2021.
ويعود البرنامج المهني مجدداً إلى المعرض عبر أكثر من 40 فعالية من بينها جلسات حوارية تتناول التسويق والترجمة والشراكات وتطوير المحتوى والنشر، بمشاركة خبراء من مختلف مجالات النشر ومنصات التواصل الاجتماعي والتسويق، والذين يبحثون موضوعات الاستدامة في صناعة النشر، والذكاء الاصطناعي، والنشر الإلكتروني، والنشر الذاتي. وتتميز هذه الدورة بالحضور الكبير للشباب في كافة الفعاليات، بما في ذلك البرنامج الثقافي والمهني، والبرامج الإبداعية.
ويُولي المعرض أهمية خاصة لبرامج الأطفال والناشئة التي تشغل مساحتها الأكبر في تاريخ الحدث، مع تقديم قائمة رائعة من الأنشطة والعروض على مدار اليوم، من الجلسات القرائية وورش عمل لمؤلّفين ورسّامين للأطفال، إلى عروض مسرح العلوم وغيرها.
• الشخصية المحورية
يحتفي المعرض أيضاً بإنجازات الفيلسوف العربي من القرن الرابع عشر ابن خلدون، مؤسّس علم الاجتماع، باعتباره «الشخصية المحورية» لهذه الدورة من خلال مناقشات تاريخية وفلسفية وأدبية تركّز على أعماله وتراثه. وتضم قائمة المتحدثين نخبة من النقّاد والأساتذة والمؤرّخين مثل المؤرخ وعالم الآثار التونسي د. إبراهيم شبوح الذي عُرف باهتمامه بتحقيق أعمال ابن خلدون، والفيلسوف والمفكر د. أحمد برقاوي، والكاتب البريطاني أنتوني ساتين.
• تطويع السرد القصصي
ويحتفل الحدث أيضاً بجوائز الأدب العربي ومنح الترجمة، وهو ما يتيح المجال أمام الجمهور للقاء الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 في إطار الجلسات الحوارية، إلى جانب فعاليات توقيع كتبهم، وبرنامج الندوات المُصاحب على مدار الأسبوع. علاوة على ذلك، يتخلل المعرض الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية وتكريم المرشحين في قائمتها القصيرة، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 15 عاماً على احتضان أبو ظبي للجائزة.
وقال السيد سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي للمعرض: أن النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية يومي 21 و22 مايو الجاري ستنظم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، ضمن فعاليات الدورة الـ32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويركّز المؤتمر على موضوع «تطويع السرد القصصي»، بمشاركة نخبة كبيرة من الناشرين والمترجمين وصنّاع المحتوى وروّاد الأعمال من المنطقة والعالم.
,اصاف الطنيجي: ويستعرض الحدث أحدث التوجّهات في قطاع النشر والصناعات الإبداعية، وذلك امتداداً لنجاح دورته الأولى التي استقطبت ما يزيد على 380 مشاركاً، و35 متحدّثاً من القطاعات الإبداعية وصناعة النشر والأفلام والبثّ المرئي والألعاب الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، مرسخاً ريادته بوصفه منبراً للحوار وتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال، واكتشاف آفاق جديدة للنموّ وفرص التعاون المشترك بين الأطراف المعنية كافة.
كما توفر دورة هذا العام باقة من الفعاليات المُلهمة على مدار يومين، مع ورش عمل مهنية إضافية تحتضن عدداً من الخبراء والرواد، إلى جانب معرض جديد يسلط الضوء على الاستخدامات المبتكرة لتقنيات السرد القصصي عبر مختلف الوسائط من الألعاب إلى الكتب الصوتية. ويحظى المشاركون بفرصة لقاء ممثلين عن مجموعة من أبرز العلامات الرائدة إقليمياً وعالمياً، مثل شركة إنتاج الأفلام والمحتوى الترفيهي الإماراتية «إيمج نيشن» الحائزة جوائز عديدة، وشركة «طماطم» المعنية بالألعاب الإلكترونية، وشركة خدمات المحتوى العربي على الإنترنت «مجرّة»، وشركة التقنية العالمية «أمازون”.
ويتضمن البرنامج أيضاً ورش عمل احترافية تبحث المستجدّات وأفضل الممارسات في مجال إثراء المحتوى العربي على المنصّات الإبداعية والوسائط التقنية الحديثة. ويستضيف المؤتمر متحدّثين رئيسيين وجلسات نقاشية وفعاليات للتعارف وورش للعمل، بما يجعله منصّة لروّاد الأعمال من الناشرين وممثّلي الصناعات الإبداعية للتواصل والتعرف على الفرص والتحديات وسبل التعاون على الصعيدين العربي والعالمي. ويناقش الحدث كذلك القضايا والموضوعات المرتبطة بموضوع «تطويع السرد القصصي»، مثل الخيال العربي والتعليم الترفيهي والتقنيات الناشئة، وتأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على صناعة المحتوى والإبداع البشري.
وتشمل قائمة المتحدّثين مؤلّف القصص المصوّرة براين مايكل بنديس، الذي يقدم الكلمة الرئيسية، والمؤلّف وكاتب السيناريو أحمد مراد، وخبير الذكاء الاصطناعي الرائد محمد جودت. ويتخلل برنامج اليوم الثاني سلسلة من ورش العمل، منها «النقد الأدبي في دولة الإمارات: الآليات والتحديات» تقدمها وزارة الثقافة والشباب، و«مدخل إلى الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: التحديات والفرص» يقدمها الأستاذ في جامعة نيويورك أبوظبي الدكتور نزار حبش، خبير الكمبيوتر المتخصص في معالجة اللغات الطبيعية والأساليب الحاسوبية في نموذج اللغة العربية.