في مجتمع ضعيف التنظيم وبدائي، يواجه الأفراد خيارًا صعبًا. إما أن يطوّروا قوة داخلية لا تتزعزع، تحميهم من الخوف، وتعمل كآلية دفاعية لأنفسهم، أو أن يعتمدوا بشكل كامل على الدعم الخارجي – الكيان الإلهي. ومع ذلك، تنشأ اتجاهات نحو تجسيد الأشخاص في المجتمعات التي لا تعتبر الله مفهومًا مطلقًا بل نسبيًا أو مقارنًا. ونتيجة لذلك، يظهر الإيمان بالأفراد الاستثنائيين، مترافقًا مع رغبة يائسة في الانحناء أمام قادة جذابين ينبثق منهم بريق يشبه سطوع الشمس أو ملوك ذوي سلطة مُطلقة.أولئك الذين يتولون هذه الأدوار، وغالبًا ما يكونون سياسيين غامضين، يمتلكون القدرة على منح البشرية بذور العظمة وأسس القمع الخبيثة. إنهم يستغلون الأبرياء والمستغفلين، وينمون في داخلهم سمات الفاشية والشمولية والخضوع. وبذلك، يزرعون بذور الانحطاط والإذلال في النفوس الضعيفة.مثل هذه الواقعية تثير أسئلة مؤلمة حول طبيعة السلطة، وهشاشة هياكل المجتمع، والرغبة الإنسانية الجوهرية في الهداية والحماية. في النهاية، تعمل على تذكيرنا بأن غياب الله كفكرة مطلقة وعالمية يترك فراغًا يمكن ملؤه بعبادة الأصنام الزائفة والتلاعب بالجماهير غير المشبعة بالخبرة.