الاعلام ليس دائماً مرآة الواقع أو إنعكاس لثقافة المجتمع . فقد أصبح متعدد الخطابات و الاتجاهات ينتقي نقل الاحداث و الوقائع التصريحات , بما يناسب خطاب الوسيلة و سلطة المال التي تشكل أحد أهم عناصر بنية المؤسسة أو الوسيلة للتأثير على المتلقي بهدف تغيير إتجاهاته إزاء القضايا المطروحة . و يتجلى ذلك عند تشويه الصورة في جُل الوسائل بأنتقاء الاخبار السلبية و تكرارها أو نشر الأخبار الملونه و تضخيمها , ما يفضي الى الاحباط و التشاؤم , و الانكى أن الطبقة السياسية التي تقود البلد كانت السبب الرئيس في الصراعات و اللاإستقرار لتحقيق غايات و مصالح أنانية , أستثمرت تعدد و أختلاف خطاب تلك الوسائل لتكريس الانقسام و الخلافات بكلمات و تصريحات لاتبعث على الطمأنينة و الاصلاح . فيما تنتقي تلك الوسائل الاعلامية ما يصرح به ذلك ( القائد أو الزعيم ) من كلمات تسهم في تعميق مواقع الخلل .
و المعضلة أن ( السيد الزعيم – و ما أكثر الزعماء في بلدي ) لايفكر بالاستقالة خشية أن يفقد السلطة و المال و هالة الكذب و الانتهازيين وجوقة المنافقين التي ترضي غروره و ترمم عقده النفسية .
و يستكمل النفاق من خلال التحليلات و التأويلات في البرامج الحوارية التي تعرضها الوسائل الممولة من السيد الزعيم . و تبرير الاسباب التي حالت دون نجاح السيد الزعيم في المرحلة السابقة و طرح حقيقة نجاحه في المرحلة اللاحقة , لانه أشار فقط في وسيلة أخرى الى أسباب الفشل , غير أنه لم يشير الى كيفية المعالجة و الاصلاح . كي يستمر خطاب المخاتلة و الخداع و الاستيلاء على السلطة , و الهيمنة على جمهور ليس عسيراً تضليله مع أنتشار الامية و الجهل (و ابداعه) في صناعة الاصنام و الرموز التي يتكل عليها هؤلاء رغم الخطوب التي عاشها , ليقع في جُب الاوهام و الخيبة التي صاغها لنفسه .