الأفكار الإبداعية المسؤولة والمتوازنة والجامعة لمعالجة المشكلات الحقيقية وتشكيل رأي عام أكاديمي لتعديل المسارات غير الصحيحة في التعليم، لان الصراع السلبي وعدم الوضوح ومحاولة اخفاء الحقيقة يعقد المشهد ويحجبه بالضباب، أما الصراع الإيجابي يقلل الاختناق ويزيل الضباب ليصبح المشهد أكثر وضوحاً ومرونة لاستثمار نقاط القوة والفرص ودراسة نقاط الضعف والتهديدات لتخفيفها أو تجميدها أو تحويلها إلى نقاط قوة وفرص، هناك حاجة ملحة لتفعيل دور كل أصحاب المصالح لإصلاح التعليم وتعضيد كل الآراء والمقترحات والطرائق التي تعمل على الاهتمام بالتعليم كأداة محورية للتغيير وصناعة رأي عام واعي ومدرك لخطورة الخروج من المنافسة الإقليمية والدولية وفي كل الأنشطة والخدمات والعمليات التي تبدأ بالتعليم لأنه المحرك والمطور والراعي الرئيس للصناعة والزراعة والسياسة والقانون والصحة والأمن والبيئة وكل ما له علاقة بحاجات ورغبات وتطلعات الناس، ونحن نقتدي بالمعلم الرسول الأكرم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يَقُولُ: “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ”.. ونحن نؤمن بقوله تعالى (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (76: يوسف) والتعافي يحتاج إلى كشف الأسباب (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ? وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ? كَذَ?لِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)(17: الرعد). هناك ضرورة ملحة لتمكين الاصلح والاصغاء لصوت المبدعين والخبراء في الجامعات العراقية قبل التوجه لاي عنوان أو شخص خارج العراق لان التعليم لا يزدهر بالنقل أو التقليد، انما يزدهر بتلاقح الأفكار والتفاعل الايجابي بين ركائز العملية التعليمية (الطالب، المعلم، المنهج) لانتاج نسخة فريدة تتلائم وثقافة المجتمع وتاريخه ومنجزاته العلمية والإنسانية، ندعو للعمل الجماعي والمشاركة المسؤولة لدراسة مسببات المشاكل والاضطرابات والتشوهات في العمليات التعليمية والبحثية والإدارية والمجتمعية والمطالبة بالعلاج الفوري من خلال رفع المسببات سواء كانت في ممارسة الادوار أو في التطبيق غير الصحيح أو في اختيار الأشخاص أو غير ذلك، واقترح أن يكون لنقابة الأكاديميين والإعلام والجمعيات العلمية والمنظمات التي تعنى بالشؤون التعليمية والثقافية والقامات الأكاديمية المعروفة بالعلمية والنزاهة والأخلاق الأكاديمية الرفيعة والأثر الايجابي دور فاعل في التشخيص والتقييم والتوصيات بالتنسيق مع الأكاديميين في الجامعات الحكومية والأهلية وأصحاب المصالح الداخليين والخارجيين، لإنتاج تحول أكاديمي تعليمي غير مسبوق يُرشد النظام التعليمي ويحفظ حقوق أصحاب المصالح والمهن والمجتمع ويؤسس لعلاقة إيجابية مستدامة بين كل الأنشطة المجتمعية والحكومية لبناء دولة المؤسسات والتنمية المستدامة. (سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ? إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32:البقرة)).