الوقت هذا العامل الزمني الذي نحتاجه في العمل والسفر والنوم وكل شي فلا غنى عنه او بديل كونه يتحكم بتنظيم حياتنا بشكل رئيسي، وعملية الإفراط به أو التفريط تعد هدم لكل شي يتعلق في استثماره أو توظيفه بالشكل الامثل،لذلك علينا ترسيخ ثقافة استثمار الوقت وجعلها ثقافة عامة (مقدسة) نتمسك بها ونروج لها على كل الصعد، وقد انتبه الإنسان الأول منذ نشاته للوقت وراح يبحث فيه ويغوص في اعماقه وعلومه وهذا واضح بالاثار والمصادر التاريخية القديمة عبر شواهد شكلت الاسس والقواعد التي تطورت حتى وصلت إلينا اليوم فالزمن أو الوقت الذي بين ايدينا يعد نعمه ربانية وهبها لنا الباري لتنظيم أمورنا الحياتية بالشكل الجيد والنافع وباتت معيار للتطور والرقي الحضاري حيث نجد ان من تعامل مع الوقت بشكل عملي ان كان أفراد أو جماعات يتفوقون على اقرانهم ممن أهمل ذلك وفرط به بشكل يخالف سيرة الإنسان القديم الذي تعامل معه على بساطه من أمره فكيف اليوم وباتت الحياة اليوم في عصر السرعة أكثر تعقيدا ولا تحتمل التفريط في دقيقه منه كونها تمثل خسارة مالية جسيمة لا يمكن تعويضها كما أن الأحداث باتت مرهونه بالوقت وكل الظروف والمجريات مرتبطه بالوقت، لذلك يتحتم علينا كمجتمع يتطلع للنمو والتطور ان نضع الوقت نصب اعيينا ونجعل الاستهانة به امر معيب ومخزي حتى يعيد المقصر حساباته ومراجعة نفسه بعد أن أصبحت المواعيد واوقات الدوام وساعات العمل والزيارات واللقاءات غير محترمة ولا تلبي حاجة المراجع وعملية الهدر بالوقت تتسبب في هدر الأموال أيضا بل تتعلق بحياة الإنسان الصحية والنفسية التي لم تراعي الوقت، وما يحصل اليوم من تنافس وتنامي للقدرات المجتمعية راجع لاحترام الوقت في سن القوانين والتعليمات التي تلزم الجميع في ضبط كل شي بالوقت وعدم التهاون أو التراخي في ضرورة حسم مصالح الناس بالوقت المحدد والتقيد بالحضور والانصراف في واجبات العمل وغيرها من أمور لاستثماره وليس حرقه حتى نتخلص من هذا العبئ المزمن الذي لازم سلوكنا وفرط بقدراتنا وامكانياتنا وجعلنا متأخرين في كثير من الميادين والمجالات، فالدولة اليوم ملزمة والمجتمع ملزم في نشر ثقافة احترام الوقت والتعامل معه في زيادة الإنتاج وتحسين الخدمات وتعزيز العلاقات من خلال سن القوانين وتفعيلها وكذلك تاخذ منظمات المجتمع المدني دورها الأساسي في برامج التنمية البشرية وتاخذ الواجهات المجتمعية دورها في الالتزام والتوجيه باحترام الوقت كي تكون قدوة لغيرها وأن ننجح في ضغط الأفكار والمطالب لإيصالها للجهات المعنية واستثمار الوقت جيدا في الاتصالات والمحادثات والمجاملات من دون هدر حقيقي للوقت وفسح المجال للاخرين في إيصال صوتهم وتحقيق مطالبهم وعدم حرمانهم من حقهم في التعبير والمناشدة وغيرها من أمور مرتبطة بالوقت، لذا يتوجب علينا ضبط عقارب الساعة واحترام كل دقيقة وثانية وتنظيم الجهد بما يتوافق مع عجلة الزمن وتسخير كل طاقتنا لحملة احترام الوقت في مقالاتنا وكتاباتنا وشعاراتنا وسيرتنا ومنهاجنا اليومي وكل المعنيين بهذا الأمر ملزمين في رفع شعار احترام الوقت ثقافة عامة.