ما زال وحي القلم يسري في نفسي فلا يفارقني في يقظتي ومنامي ؛ في حلي وترحالي …أجل إنها مسألة عشق مع القلم والكتاب في هذه الصلة الوثيقة بينهما ..( إقرأ ) و ( نون والقلم وما يسطرون ) . وهكذا نبدأ بالقراءة أولا ليكون الكتاب أنيسي ومتعتي . وما أن تمضي بضع سنوات حتى اجد نفسي في دنيا ممتعة بالمعرفة . وكلما انتابني ضيق وهم وحزن رحت الى القلم اشكوه فيغمرني بعطفه حتى أهدأ . فيا لك من قلم ساحر في الحروف المتألقة التي تفيض بهاء وجمالا ..يا لك من قلم تعطي من المعاني الزاخرة حكمة وعلما . والحق أقول أنني أحببتك منذ عهد مبكر ومنذ أن بات الكتاب سمير وحدتي . وما أحلى تلك الرسائل التي سطرتها وهي تنم عن مشاعر دافئة لقلب يفيض عشقا ..أي حروف غزل وهوى ! أي حروف ناطقة بما يعجز عنه اللسان ! وها انت أيها القلم لم تعد تبخل علي في صناعة كلمات ثرية في الحديث عن الوطن ؛ في الانتماء إليه ؛ في الدفاع عنه في كل شدة ؛ في الحنين إليه كلما فارقته . وماذا بعد أيها القلم في هذه الرحلة الطويلة التي رافقتني بها ولم يعد لي غنى عنك ..لقد وفيت وكفيت رغم أني اطمع بالمزيد .