الكلاب تنبح والقافلة تسير، و القافلة تسير ولايهمها نباح الكلاب، والقافلة تسير والكلاب تعوي، وهكذا.
المثل يرجع إلى أحد مقولات الإمام الشافعي. وأصله يعود الى انه في يوم من الأيام أغضبه أحد الأشخاص الحاقدين عليه، فرد عليه الإمام الشافعي بأبيات من الشعر قائلاً:
قل ما شئت بمسبتي.. فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لست عديم الرد لكن.. ما من أسد يجيب على الكــــلاب .
وقصد الإمام الشافعي بهذه الابيات، أنه لا يوجد مانع بأن يقوم الحاقدون بسب الناجحين، لأنهم في نهاية الأمر، هم أعداء النجاح، كما يرى أن عدم الرد عليهم هو أفضل جواب، لأنهم لا شيء، فحديثهم مثل عواء الكلاب، لن يؤثر في مسيرة نجاح وتفوق الناجحين، ومن هنا جاءت المقولة.(١)
وللأسف فقد تفاقم تطاول حال لسان الفاشل والحاقد واللئيم والمريض نفسيا ، بسبب التكنولوجيا الكبيرة في عالم الاتصال ، الذي بات مفتوحا ، لدرجة أصبح بمقدور كل من هب ودب ان يقول مايشاء بشكل منفلت لإرضاء نوازعه الشريرة، في محاولة للحصول على الشهرة بأي ثمن على حساب مصداقية وحقوق وكرامة الآخرين . ومايعزز تلك الخروقات ، ضعف الرقابة والجهل بالقوانين وانعدام المساءلة.
يقينا فإن القوانين منحت الحق لكل فرد أن يظهر الحقائق، ويدحض الباطل، ويعمل على تفعيل الرأي العام لحماية قيم المجتمع، وليس التفرد كخصم وكحكم واستغلال ذلك في وسائل الاعلام الخاصة والعامة. ولابد من الرد بالردع وفق الاصول ، وبالحجج والحقائق ، حتى يكون المنفلت أخلاقيا وثقافيا ، عبرة لمن تسول له نفسه الاساءة للآخرين. ومع كل هذا وذاك ستظل الكلاب تنبح بينما القافلة تسير !!.