ما‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬الموازنة‭ ‬العراقية‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭. ‬الآن‭ ‬الحكومة‭ ‬وتفاصيل‭ ‬أعمالها‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬الى‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬أمام‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬المسؤولية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬الموازنة‭ ‬وصيانتها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬التلاعب‭.‬

ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬فعلياً،‭ ‬هو‭ ‬مؤتمر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬لمراقبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الموازنة،‭ ‬والتدقيق‭ ‬في‭ ‬الشروع‭ ‬بالمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تموّلها‭ ‬ومساءلة‭ ‬الوزراء‭ ‬ورؤساء‭ ‬الفعاليات‭ ‬المعنية‭ ‬بالصرف‭ ‬بشأن‭ ‬أدق‭ ‬التفاصيل‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬وشركات‭ ‬عالمية‭ ‬واستثمارات‭ ‬خارجية‭.‬

هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬المقترح،‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خارج‭ ‬الأطر‭ ‬التقليدية،‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يفيد‭ ‬بنسبة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النوّاب،‭ ‬لكن‭ ‬الثقل‭ ‬الأساس‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬والمراقبة‭ ‬من‭ ‬أكاديميين‭ ‬وكفاءات‭ ‬مع‭ ‬ممثلين‭ ‬فنيين‭ ‬عن‭ ‬الوزارات‭. ‬

هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬تحقيقات‭ ‬سهلة‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬النزاهة‭ ‬البرلمانية‭ ‬أو‭ ‬الحكومية‭ ‬إذا‭ ‬استوجب‭ ‬الامر‭ ‬لمعاينة‭ ‬قضايا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الاختصاصي‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬حماية‭ ‬للذين‭ ‬تستهدفهم‭ ‬دوافع‭ ‬سياسية‭ ‬وتصفوية‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬او‭ ‬خارجه‭ ‬عند‭ ‬الاستجوابات‭ ‬والتحقيقات‭.‬

المقصود‭ ‬بالمؤتمر‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬جعل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحكومة‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬الجميع،‭ ‬وان‭ ‬اللوم‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتوزع‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬اللوم‭ ‬او‭ ‬المحاسبة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬جميع‭ ‬الأوراق‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭. ‬لا‭ ‬أميل‭ ‬أبداً‭ ‬الى‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان،‭ ‬بل‭ ‬أعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬ترهلت‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬بسببه،‭ ‬لذلك‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬والمعاينة‭ ‬والتصويب‭ ‬لجنة‭ ‬ما،‭ ‬مهما‭ ‬ارتفع‭ ‬شأنها‭.‬

‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬الأوضاع‭ ‬باتجاه‭ ‬تجديد‭ ‬آليات‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطط‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النطاق‭ ‬الموازنة‭ ‬ذاتها،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬سنتين‭ ‬منها‭ ‬وبقيت‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬للموازنة‭.‬

هناك‭ ‬تفاصيل‭ ‬تستطيع‭ ‬الحكومة‭ ‬اضافتها‭ ‬ومناقشتها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لإنضاج‭ ‬المقترح‭ ‬وجعله‭ ‬قابلا‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬الحيز‭ ‬العملي‭ ‬والفعلي‭. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬قناعة‭ ‬ما‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬انّ‭ ‬هكذا‭ ‬مقترحات‭ ‬لن‭ ‬ترى‭ ‬النور،‭ ‬وسيقف‭ ‬أمامها‭ ‬‮«‬جيش‮»‬‭ ‬المستشارين‭ ‬والنواب‭ ‬وبعض‭ ‬المسؤولين‭

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *