أكتب لكم هذه السطور القليلة ببلاغة القلب المكلوم، والمكتنزة الكثير في معانيها المأساوية، أولاً هي حق من حقوقي الإنسانية المفروضة على الحكومة أن تقدمها لأبنائها، وهي طبعاً واحدة من مئات الصور المتشابهة مثلها في المجتمع العراقي.. السابقة.. واللاحقة للمتقاعدين من أمثالي!
اليوم 15/ حزيران، استلمت كتاب إنفكاكي من دائرتي، لبلوغي السن القانوني للتقاعد، بعد خدمة فعلية أمدها 43 سنة متواصلة دون إنقطاع، معززة بالعديد من كتب الشكر والتقدير، وبدرجة مدير أقدم – درجة ثانية، قدمت خلالها كل شبابي وطاقتي وتجربتي في خدمة أهم مفصل من مفاصل وزارة الثقافة والسياحة والأثار، في ما يخص الفنون والثقافة والأدب.. والحمد لله خرجت بيد نظيفة وقلب أنظف، وأرث من مئات المقالات النقدية والصحفية وتأليف وإعداد العديد من الكتب والمشاركات في المعارض الفنية داخل العراق وخارجه.
ولكني، تقاعدت الآن، صفر اليدين، دون حقوق تذكر.. “فقط مكأفاة نهاية الخدمة” إذ لم تخصص لي أي قطعة أرض أو دار سكن، أو سلفة مالية، طوال خدمتي، كنت على أمل دائم بان (الحكومة) ستمنحني (أرض) مع منحة، قبل التقاعد، وها أنا أخرج محروم الحقوق القانونية، التي أعتبرها سلب وغبن، لعدم وجود العدالة والإنصاف، لا في وقت (الدكتاتورية) ولا في عهد (الديمقراطية).
وها جئتكم بمشكلتي هذه، عسى ولعل أن تنصفني بها.. ومن الله التوفيق