دائما هناك بيانات رسمية في العراق عن القبض على مهربي مخدرات أو تجار لهذه السموم القاتلة التي تودي كل يوم بعقول الشباب وتدمر عوائل كاملة، من دون ان تولي دول المصدر أو المعبر في الجوار ذات الاهتمام الذي توليه الأجهزة العراقية، وتدفع خسائر ودماء من قواتها الأمنية في سبيل التصدي لعصابات التهريب التي باتت تتخذ من النساء ومن زوّار المناسبات الدينية ستاراً لها.
هناك تقصير اعلامي وتربوي وثقافي كبير من وزارات الحكومة ومن المؤسسات العامة والخاصة في هذا الملف الخطير الذي يبدو انه موكل لوزارة الداخلية وحدها وحرس الحدود، وهذا لا يجوز، وليس سبيلا لقطع دابر هذه الآفات المصدرة الينا منذ عشرين سنة تحت سقف الأوضاع المضطربة التي مرّ بها العراق في الماضي.
اليوم نحتاج الى وقفة تدعم ما جاء في التوافقات الإقليمية وخاصة بعد عودة سوريا الى الجامعة العربية، اذ تجري ملاحقة اقوى لحبوب الكبتاغون التي مصدرها الأساس سوريا، وتعاني الأردن ذات الحدود المحمية جيدا من عمليات تهريب باتت تستخدم الطائرات المسيرة فيما يبدو ان العناوين التي ستتلقى حمولات تلك الطائرات ذات نفوذ عال في عالم التهريب المنظم.
لماذا لا يوجد درس اضافي خاص اسبوعي أو نصف شهري في المدارس والمعاهد والجامعات عن مخاطر المخدرات وعواقبها الصحية والقانونية والتدميرية ضد المجتمع والوجود الإنساني عامة؟ وزارتا التربية والتعليم العالي أمام مسؤولية توعوية مهمة لابدّ أن تكونا في سياق محاربة المخدرات من خلال الندوات والورش التعليمية والزيارات والتنسيق مع فرق وزارة الداخلية المكلفة مكافحة المخدرات. اما وزارة الثقافة فيبدو انها لم تسمع بالموضوع أصلاً، ولا تملك أي جهد فيه. كما انّ الأوقاف بجميع مسمياتها أمام دور غائب بامتياز وغير ذي تأثير، اذ تنشغل المنابر الدينية بقصص تاريخية فيها الف وجه ووجه ومليون تأويل وبعضها ينتسب للخرافات والاساطير، في حين لا يمر أحد من الخطباء على قضية المخدرات وأهمية تصدي العائلة العراقية لها، وعد ذلك واجباً دينياً مُستحقاً، فضلاً عن كونه هو الواجب الوطني والإنساني الأساس.
غفلة الوزارات عن هذا الواجب، هي مخدرات بحد ذاتها.