في السلم تزداد الاحمال على المجتمع الاستخباري اكثر من وقت الحرب ، فالحرب تبدا بعدو وتنتهي بالنصر لكن مابينهما هي المعلومة الاستخبارية والاستمكان والاستحكام الاستخباري ، فكلما ملكت المعلومة ملكت اليقين العملياتي لسلة الاهداف وهكذا يتحقق النصر ، لكن النصر هو جزء من السياسية ، فكما يقال ان الحرب هي استمرار للسياسية لكن بوسائل اخرى ، ولذلك تجد ان المؤسسة الاستخبارية ستعاني من المشاكل والتحديات نتيجة الاعباء للحرب وكلفها والقدرة على الاستدامة ، لكنها ستتسامى على الجراح من اجل النصر ، ولكن ما بعد النصر يكون دور القرار السياسي في استعادة زمام المبادرة والقيادة ، وهنا نجد اننا بحاجة الى بناء مسار جديد للمجتمع الاستخباري .
ولذلك نجد ان اجراءات القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني تهدف الى تعزيز المجتمع الاستخباري عبر التعديل في الاجهزة الاستخبارية من خلال التغيير الوظيفي وتنشيط الادارة الوظيفية لقيادة الاجهزة الاستخبارية في جهاز المخابرات الوطني وجهاز الامن الوطني العراقي بهدف تنشيط العمل الامني وتعزيز دورة المعلومات الاستخبارية ومواكبة عهد التنمية والاعمار في العراق في ظل المنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي والموازنة الاتحادية ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ – ٢٠٢٥ ، وبالتالي العمل على تعزيز برامج الامن القومي ومكافحة الارهاب والمخدرات والجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود وتهريب الاثار والاتجار بالبشر والغش الصناعي والتجاري ، والعمل على تعزيز العمليات الخارجية وحماية الامن القومي العراقي من التهديدات الداخلية وتعزيز الامن الفكري والثقافي تجاه الحركات المنحرفة الفكرية ومواجهة الفكر المتطرف والتطرف العنيف وتفكيك آرث التنظيم الارهابي داعش في المحافظات المحررة ، وتمكين تعزيز درجة الامن الرقمي والفضاء المعلوماتي الديجتال بالاضافة الى تعزيز ساحات العمل الامني والاستخباري وتطوير برنامج اصلاح المجتمع الاستخباري .
ان قرار الحكومة العراقية بعملية التغير الايجابي كان فعال ومهم وخصوصا في عملية استثمار طاقة قيادات استخبارية مهمة بعد عملية الاعفاء والاستثمار لقدراتهم في عمل مستشارية الامن القومي لتبادل الخبرات والمعارف الادارية والفنية في مجال العمل الاستخباري وهذا تعزيز من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني لعمل المجتمع الاستخباري من خلال استثمار الطاقات الادارية والعمليات والخبرة المعلوماتية في قيادة الاجهزة الاستخبارية وهذه لاول مرة منذ عشرين عاما نصل الى هذا الفهم المتبصر والواعي وهو ليس بالجديد على شخصية رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني التي تمتلك نمط القيادة الاجتماعية الهادفة لبناء البلد والتعامل مع الجميع بمنظور واحد وخط الشروع هو المصلحة الوطنية العليا للدولة ودعم مسار المهنية والكفاءة الادارية في الجهاز الحكومي .
ان تطوير اجهزة المجتمع الاستخباري ضرورة لابد منها وعمل فعل اعمل عليه الحكومة العراقية عبر مواكبته لروح العصر الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وتقنية المعلومات بهدف تعزيز المورد العراقي الاستخباري وحمايته وتطوير مهارته .
ان الامن والتنمية هما وجهان لقوة الدولة وتقدمها ، وهذا ما تسعى الحكومة العراقية اليه وتمتد لتحقيق ذلك عبر تقوية الادارة الاستخبارية وتعزيز دمائها.
مستشار رئيس الوزراء